شنّ الناشط القبطي وحيد شنودة، هجوما على بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، البابا
تواضروس الثاني، مجددا مطالبته بسحب الثقة منه، ومتهما إياه بالبحث عن "الشو الإعلامي"، وبالفشل في إدارة الكنيسة.
وعلّق شنودة، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، على مكالمة البابا مع المرأة المسيحية التي تعرّضت للتعرية في محافظة
المنيا بالقول: "البابا يطمئن على سيدة المنيا في شو إعلامي".
وأضاف: "الموضوع عنده (البابا) من الأساس من ثمانية أيام.. لسه فاكر اليوم إنه يكلم هذه السيدة؟ وبعدين لماذا هذا الميكروفون والكاميرا، والتصوير.. علشان يعني الناس تعرف انك كلمت سيدة المنيا؟".
وتابع: "أين أنت من الأساس من مشكلات الشعب القبطي.. أنتم أحسن ناس في الكلام وبس، والكذب، والشو الإعلامي فقط، ولا أي شيء للشعب القبطي.. أنتم لكم كل شي من الكنيسة، وأموالها، من السفر للخارج، وأحسن سيارات، وأحسن بيوت داخل وخارج
مصر، والعلاج في الخارج، وحساب في أكثر من بنك، وكل هذا من أموال هذا الشعب".
وأردف: "أما الشعب القبطي فليس له غير الضرب والطرد والسحل والحبس من البابا والأساقفة والكهنة"، وفق وصفه.
وأضاف وحيد شنودة في حوار مع صحيفة "صوت الأمة"، الصادرة هذا الأسبوع: "لا أكن عداء للبابا تواضروس، ولكن للأسف هو السبب في فشل الكنيسة؛ بسبب إدارته الخاطئة، واختياره لحاشية غير أمينة كلهم من إيبراشيته بالبحيرة".
وتابع: "البابا جاء على كرسي (الباباوية) بدعم من الأنبا باخوميوس، وأجزم بأن الأنبا باخوميوس فرض البابا تواضروس الذي يدعي الحكمة منذ اعتلائه للكرسي المرقسي، وهو عكس ذلك بل سماته النفسية هي أنه لا يقبل الحوار، وينفذ ما يراه حسب رؤيته الضيقة، واستعان بـ37 سكرتيرا برواتب تقدر بستة ملايين جنيه سنويا، وكلف الكنيسة من مال الأقباط رحلات لا طائل من ورائها مثل زيارته لروسيا وغيرها".
واتهم الناشط القبطي البابا تواضروس بأنه أفسد الإدارة، وصنع انقسامات وانشقاقات بين أعضاء المجمع المقدس، ووزع التركة والترضيات، وأنه مثلا عيّن الأنبا كيرلس المرشح الباباوي السابق نائبا لأوروبا، والأنبا روفائيل سكرتيرا للمجمع، واستعان بالقمص أنجيلوس للسكرتارية ما أفسد كل شيء، وأصبح همه الأساسي محو البابا شنودة من التاريخ على الرغم من محاولته لتقليده في عباراته الرنانة".
وشدد على أن "الأقباط لم يختاروا البابا بل 2500 شخص فقط هم من لهم حق التصويت في هذه المسألة، فأين حق الشعب القبطي في اختيار من يمثله؟" وفق تساؤله.
وحول حقيقة حملة سحب الثقة من البابا التي قام بإطلاقها، قال شنودة: "حملة سحب الثقة تأتي في إطار فشل البابا في إدارة الكنيسة، وصنعه لانقسامات داخلها، ومشكلات أخرى كثيرة مثل تسليمه لدير وادي الريان للدولة دون مراعاة للأقباط، وإنفاقه ثمانية ملايين جنيه على سفرياته ودفعه 200 ألف جنيه لمؤتمر عن المياه ليس له أي علاقة بالشؤون الكنسية، بجانب 150 مليون جنيه لإنشاء مقر له في الإسكندرية ودير الأنبا بيشوي، ومع هذا كله يبخل على الشعب القبطي، وهناك أزمات ومشكلات كثيرة جعلتنا نطالب بسحب الثقة منه"، على حد قوله.
وكشف شنودة أن البابا اتصل به، وقال: "هو أنت زعلان ليه من الكنيسة؟"، وتابع: "أبلغته بأشياء كثيرة جدا ومشكلات، فلم يهتم، وسألني: من ينقل لك الأخبار والصور؟.. فلم أخبره فقال إنهم خونة، وطالبني بالحضور، والاجتماع به في الكاتدرائية، ولكن الأمر لم يتم"، بحسب قوله.
وردا على اتهام البعض له بأنه من "الإخوان" قال: "أعتقد أنني لست بإرهابي أو من حاملي المولوتوف، وكل ما أفعله أنني أتحدث عن كنيستي، وأغار عليها، ولا أسعى إلى إثارة الأزمات أو البحث عن الأضواء والشهرة، بل أسعى فقط إلى الإصلاح، وإيقاظ الأقباط من غفلتهم".
واستطرد: "لا أهاجم الكنيسة التي أقدسها، وأغار عليها، بل أنتمي لها من كل كياني، ولكن أهاجم السياسات الكنسية، وأنتقد الإدارة، وفلسفة التعامل مع الأقباط، وأؤكد أنني أهاجم الأخطاء التي تتنافى مع تعاليم الإنجيل والآباء، فالكاهن مكلف بخدمة كل إنسان، ويجب عليه أن يكون زاهدا ومحبا وروحانيا مثل السيد المسيح، ولكن للأسف كثير من الكهنة أفسدوا الخدمة والمخدومين؛ بسبب تكالبهم على السلطة، وسعيهم للمال، والشهرة، والاستحواذ على كل الأدوار".