قدر تقرير عدد البريطانيين الذين انضموا للقتال في صفوف
تنظيم الدولة والجماعات الجهادية الأخرى بحوالي 850 رجلا وامرأة، قتل منهم 100 نتيجة للقتال.
وكتب محرر الشؤون الدفاعية والأمنية في صحيفة "الغارديان" يوان ماك أسكيل، تقريرا يقول فيه إن الحكومة البريطانية قدرت عدد المقاتلين البريطانيين في كانون الثاني/ يناير من هذا العام بـ800 شخص، فيما تم إيقاف ومنع المئات قبل سفرهم إلى سوريا، أو في أثناء محاولتهم عبور الحدود التركية مع سوريا.
وفي الوقت الذي تقدر فيه هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عدد البريطانيين الذين قتلوا في العراق وسوريا بحوالي 65 شخصا، فإن "الغارديان" تعتقد أن العدد يصل إلى 100 شخص ممن قتلهم التنظيم، أو ماتوا نتيجة للغارات الجوية التي يقوم بها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الجهاديين.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن غالبية البريطانيين المنضمين لتنظيم الدولة، لا تزيد أعمارهم على الثلاثين عاما، لافتا إلى أن نصف الـ 750
بريطانيا الذين ذهبوا إلى سوريا عادوا إلى بلادهم، فيما لا يزال النصف الآخر في سوريا والعراق.
ويلفت ماك أكسيل إلى أن عددا كبيرا من البريطانيين الذين سافروا إلى سوريا والعراق، هم من الذين يمكن للتنظيم الاستغناء عنهم، مشيرا إلى أنه بناء على شهادات قدمها مقاتلون فروا من محاور النزاع، فإن قوات النخبة التي يعتمد عليها التنظيم مكونة من مقاتلين أشداء، لهم خبرة في القتال، ومعظمهم من الشرق الأوسط، أو ممن خدموا في الجيش العراقي السابق، فيما لا يملك المتطوعون
البريطانيون خبرات عسكرية أو قتالية.
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم ذلك، إلا أن التنظيم استفاد من خبرات بعض البريطانيين في مجال الـ"أي تي"، ووسائل التواصل الاجتماعي، بمن فيهم محمد إموازي، أو الجهادي جون، الذي ظهر في أشرطة فيديو لتنظيم الدولة يذبح فيها الرهائن الأجانب، ومنهم من قدم أشرطة فيديو دعائية، مشيرة إلى أن عددا من الذين عادوا إلى بريطانيا قدموا للمحاكمة، ووضع آخرون على قائمة الرقابة.
ويذكر التقرير أن كلا من أميرة عباسي وشميم بيغوم لا تزالان تعيشان في الرقة، رغم تقارير ظهرت في الربيع تحدثت عن مقتلهما، لافتا إلى أن بيغوم وعباسي هربتا مع زميلة ثالثة، وهي
كديزة سلطانة، في عطلة نصف الفصل من مدرستهن في بيثنال غرين شرق لندن، وغادرت الطالبات الثلاث، اللواتي شهدت تقاريرهن المدرسية بالأداء المتميز لهن، متخفيات عبر مطار غاتويك باتجاه اسطنبول، حيث سافرن بالحافلة إلى الحدود السورية، ومنها إلى الرقة، واستبدلن الحياة المدرسية بالزواج من الجهاديين.
ويورد الكاتب أن هناك فتاة أخرى زميلة لهن غادرت وعمرها 15 عاما إلى سوريا، في كانون الأول/ ديسمبر 2014، ولم يكشف عن اسمها، مشيرا إلى أن عباسي تزوجت جهاديا أستراليا قتل في أثناء القتال.
وتبين الصحيفة أن من أشهر الجهاديات البريطانيات
أقصى محمود، التي تركت دراسة الطب في جامعة غلاسكو، وعمرها 21 عاما، وسافرت إلى سوريا، ووضعتها الأمم المتحدة على قائمة المطلوبين الممنوعين من السفر، وجمدت أرصدتها، وغادرت استكتلندا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، ولم تخبر عائلتها أنها ستسافر إلى سوريا إلا عندما وصلت الحدود السورية، لافتة إلى أن محمود أدت دورا دعائيا، ودعت في تغريدة للقيام بهجمات تستهدف الغرب، فقالت: "اتبعوا مثال إخوانكم في دالتش وتكساس وبوسطن"، وقالت: "إن كنت لا تستطيع الوصول إلى ساحة المعركة فاحضرها إلى عندك".
وينوه التقرير إلى أن هناك التوأم سلمى وزهرة حلاني ( 17 عاما)، اللتين غادرتا مانشستر في تموز/ يوليو 2014، بعدما أنهتا امتحانات الثانوية، ويعتقد أنهما انضمتا للتنظيم، وحرضتا غيرهن على السفر، لافتا إلى أن الإعلام اهتم بحالة الطفل عيسى دير وأمه خديجة، حيث ظهر في أشرطة دعائية، وقال: "سنقتل الكفار هناك".
وينقل ماك أكسيل عن تقارير جديدة قولها إن سلطانة قتلت في غارة جوية على معقل التنظيم في الرقة، وجاء في بيان لشقيقة كديزة حليمة خانوم بثته محطة "آي تي في" قولها: "كنا نتوقع هذا بطريقة أو بأخرى، لكننا نعرف الآن أنها في مكان أفضل"، ونقلت "الغارديان" عن محامية العائلة تسنيم إخونجي قولها إن العائلة تعتقد أن كديزة قتلت قبل عدة أسابيع.
وتورد الصحيفة نقلا عن محطة "آي تي في"، قولها إن كديزة سلطانة اكتشفت أن الحياة في الرقة ليست كما توقعت، وذلك بناء على حوارات مع العائلة، وأنها كانت تخطط للهرب عبر الحدود، ومنها إلى بريطانيا، مشيرة إلى أنه جاء في تقرير "آي تي في" أنه "يعتقد أنها قتلت قبل أن تهرب، بعدما تم مسح البناية التي كانت تقيم فيها بغارة جوية في أيار/ مايو"، ولم تقدم وزارة الخارجية تأكيدات حول الخبر، وقالت في بيان: "نصحت بريطانيا، ومنذ مدة، بعدم السفر إلى سوريا، ولم تتمكن المحطة من التأكد من تفاصيل الخبر، لكنها تعتقد أن الفتاة كانت في داخل البناية عندما ضربتها الغارات الجوية".
وقالت إخونجي: "تعيش العائلة حالة من الدمار، وأكدت عدة مصادر أنها قتلت، وأنها لم تتصل بها منذ عدة أسابيع، وكانت خلال العام الماضي تفكر بالهروب، وأعدت خطة لمساعدتها على الخروج".
وبحسب التقرير، فإنه يفهم من كلام المحامية أن السلطات التركية والبريطانية كانت على علاقة بالخطة، وقالت خانوم في مقابلة مسجلة إن وضع سلطانة تغير في الرقة، "وتغيرت طريقة حديثها، وطريقة اتصالها.. فقد كانت خائفة من البقاء هناك".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن سلطانة قالت في اتصال هاتفي مع شقيقتها قبل موتها، وبثته القناة: "ليست لدي مشاعر جيدة، وأشعر بالخوف"، وعندما سئلت عن السبب، أجابت قائلة: "لو حدث أمر خطأ فإن هذه هي النهاية، ولن أكون معكم"، وأضافت: "تعرفين أن الحدود مغلقة فكيف سأخرج؟" وفي نهاية المقابلة قالت: "أين أمي أريد التحدث معها".