نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا أعدته ليزي ديردن، تقول فيه إن
محكمة بريطانية أدانت داعية متشددا وزميله بتهمة دعم
تنظيم الدولة، الأمر الذي وصفته الشرطة البريطانية بأنه انتصار "كبير" في الحرب ضد التطرف.
وتذكر الصحيفة أنه تمت إدانة الداعية البريطاني المثير للجدل أنجم
تشودري، وآخر اسمه محمد ميزان الرحمن؛ بتهمة الترويج لأفكار تدعو إلى التجنيد في تنظيم الدولة، ونشر محاضرات على موقع "
يوتيوب" لدعم التنظيم.
وتقول ديردن إن تشودري يواجه حكما بالبقاء في السجن لسنوات طويلة، بعدما توصلت محكمة لإدانته بالدعوة إلى دعم تنظيم الدولة، فيما تراه الشرطة البريطانية انتصارا "مهما" في القتال ضد المتطرفين، مشيرة إلى أن الداعية المتشدد، البالغ من العمر 49 عاما، والمتهم الآخر ميزان الرحمن عبرا عن ولائهما لتنظيم الدولة عام 2014، أثناء تقدمه الوحشي في كل من سوريا والعراق، واستخدما أشرطة الفيديو لدعم الجهاديين.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن المحكمة توصلت إلى الحكم في 28 تموز/ يوليو، إلا أنه لم يتم الإعلان عنه إلا يوم أمس؛ بسبب قيود على نشر الخبر، لافتا إلى أن تشودري، المتحدث باسم مجموعة "إسلام فور يوكي"، رفض التهم الموجهة إليه، إلا أن المحكمة أدانته بناء على سلسلة من المحاضرات التي نشرها على موقع "يوتيوب"، في الفترة ما بين آذار/ مارس 2014 إلى آذار/ مارس 2015.
وتذكر الصحيفة أنه تمت إدانة تشودري وميزان الرحمن، حيث يقيمان في منطقة بالمر غريب في لندن، بناء على البند 12 من قانون مكافحة الإرهاب، مشيرة إلى أن تشودري اعتقل بشبهة الانتماء إلى منظمة محظورة في 25 أيلول/ سبتمر 2014.
وتورد الكاتبة أن تشودري تحدث لقناة "سكاي نيوز" قبل إدانته قائلا إنه كان يمارس حقه في حرية التعبير، ولم يخرق القانون، وأضاف: "لو نظرتم إلى خطاباتي، فهي ما قلته قبل 20 عاما ذاته، وبالنسبة لي فإنها مسألة عبادة، ولو قام الناس بتطبيق الشريعة، فأنا لا أستطيع الابتعاد عما يقوله النص الإلهي"، وتابع قائلا: "إذا لم تستطع التعبيرعما تعتقده في أمر ما، ولا تستطيع المشاركة في هذا الرأي، فإنه لا توجد حرية تعبير في هذا البلد".
ويلفت التقرير إلى أن تشودري كان أحد مؤسسي حركة المهاجرين، التي وصفتها الشرطة البريطانية بأنها كانت أحد العوامل المحركة وراء هجمات لندن في 7 تموز/ يوليو 2005، وقتل الجندي البريطاني لي ريغبي.
وتورد الصحيفة أن من بين الناشطين في حركة المهاجرين سيدهارتا دار، المعروف بأبي رميسة، وعمل مساعدا لتشودري، وسافر لاحقا إلى سوريا، وانضم إلى تنظيم الدولة، حيث تفاخر بخداع الأمن البريطاني، ونشر صورا له وهو يحمل ابنه الصغير في يد والكلاشينكوف في يد أخرى، مشيرة إلى أن هناك من يرى أن دار هو الرجل الملثم الذي قام بعمليات ذبح للرهائن في شريط بث في كانون الثاني/ يناير، ويرى البعض أنه حل محل محمد إموازي، أو من عرف بالجهادي جون، الذي قتل العام الماضي.
وتنوه ديردن إلى أن تشودري كان عضوا بارزا في "إسلام فور يوكي"، وجماعتي الغرباء والفرقة الناجية، اللتين حظرتا تحت الاسم ذاته، لافتة إلى أن متحدثا باسم الشرطة البريطانية وصف تشودري وميزان الرحمن بأنهما "يجندان للتشدد ويدعوان له من 20 عاما"، وأنهما عبرا عن الولاء لتنظيم الدولة، وشجعا مسلمي
بريطانيا على الانضمام إلى صفوف التنظيم عندما أعلن عن "الخلافة" عام 2014.
ويكشف التقرير عن أن المتهمين تحدثا في لقاء تم في مطعم في 2 تموز/ يوليو 2014، مع أحد الإرهابيين المدانين في أندونيسيا، وهو محمد فخري عبر الهاتف، وأعلنا عن ولائهما لزعيم التنظيم أبي بكر البغدادي، وقام فخري فيما بعد بنشر البيعة على موقع أندونيسي، ما قدم للشرطة الدليل الذي كان المحققون بحاجة إليه؛ ليظهروا أنهما "تجاوزا الخط المسموح به"، مشيرا إلى أنه في ذلك اليوم ذاته وضع تشودري عددا من التغريدات على "تويتر"، مدح فيها "الخلافة"، ودعا المسلمين إلى السفر إلى دار الإسلام، أي مناطق تنظيم الدولة.
وتفيد الصحيفة بأن مسؤول وحدة مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية القائد العسكري دين هايدن، وصف إدانة كل من تشودري وميزان الرحمن بأنها مهمة في الحرب التي تخوضها بريطانيا ضد الإرهاب، وقال: "بقي هذان الرجلان في حدود القانون لسنوات طويلة، إلا أن أيا من العاملين في مجال مكافحة الإرهاب ليست لديه ذرة شك بالأثر الذي مارساه، وبأنهما قاما بنشر الكراهية، وشجعا الأشخاص على الانضمام للمنظمات الإرهابية".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن المحققين قاموا بتحليل 333 دليلا إلكترونيا، حجمها 12.1 تيرا بايتس، وعملوا مع السلطات في أندونيسيا، لافتة إلى أن الحكم بسجن تشودري وميزان الرحمن سيصدر في 6 أيلول/ سبتمبر.