على الرغم من نفي مصدر رئاسي، إلا أن إعلاميين موالين لرئيس الانقلاب
عبد الفتاح السيسي أكدوا صحة أنباء شراء
مصر لأربع طائرات "فالكون" بقيمة 300 مليون يورو، عزوا شراءها للجيش، وليس للرئاسة، متحدين الرأي العام بالقول إنهم سيشترون للسيسي "عنادا"، يختا بنصف مليار يورو وليس 300 مليونا.
يأتي ذلك في وقت تعاني فيه البلاد من ضائقة اقتصادية وعدم توفر سيولة مالية، واتجاه الحكومة لتوقيع عقود بقروض ضخمة جديدة، وزيادة الأعباء على الطبقة محدودة الدخل، مما أثار استياء واسعا تجاه تلك الصفقة الجديدة، التي حاول المقربون من السيسي التدليس بشأنها، والنفي غير الصريح لها.
فقد أقر الإعلامي المقرب من السيسي،
أحمد موسى، بأن الطائرات لا يزال التفاوض حولها مستمرا، مدعيا أنها طائرات ركاب من طراز موجود في الأسطول الرئاسي للرئيس المخلوع حسني مبارك، وكانت تستخدم في نقل الرؤساء، وأن من سيوقع العقد هو القوات المسلحة، وبالتالي فليس الأمر سرا، على حد زعمه.
وفي تناقض واضح في كلامه، قال موسى في برنامجه "على مسؤوليتي"، عبر فضائية "صدى البلد"، الأربعاء، إن مصر حصلت من الشركة على ست طائرات، وإنها ستحصل على الطائرات الأربع الأخرى، متسائلا: "هو أنت لما تحصل عليهم بأسعار كويسة.. تجيب ولا لأ؟".
وزعم أن الطائرات سيتم تسليمها إلى شركة مصر للطيران، أو أي شركات طيران أخرى، لكنها غير مخصصة لرئاسة الجمهورية أو رئاسة الوزراء، مشيرا إلى أنها ستدعم الاقتصاد المصري، وأن أي شخص يعمل في العمل العام "خاسر"، وأولهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، بحسب قوله.
وتابع: "لما بيجي ملوك ورؤساء ويروحوا الأقصر أو شرم الشيخ بيتحركوا بيها"، مردفا: "إحنا هنشغلهم، وتدر دخلا للبلد".
وأردف: "إحنا البلد الوحيدة في العالم اللي بتتكلم عن صفقات وقعها الجيش.. ما حدش بيعمل ده في العالم، حتى أمريكا وفرنسا وبريطانيا، لا يتساءلون: الجيش عمل ايه، وماعملش ايه.. إحنا وصلنا لحالة من العته".
وتابع: "إنتوا عايزين الجيش يطلع يقول كل حاجة.. عمرها ما كانت بتحصل لحد سنة 2011، لحد ما جالنا الخراب (يقصد ثورة 25 يناير)".
وأردف: "عندما تقترب من جيشك فإحنا في كارثة، دول العالم تفخر بجيوشها، ولا تصرح بما تقدمه للشعب.. وبعدين انت عايز بلدك آمنة، ولا عايز بلدك تنهار؟".
وفي سياق متصل، هاجم الإعلامي الموالي للسيسي، محمد عبد الرحمن، منتقدي شراء الطائرات الأربع.
وقال في تغريدة عبر حسابه الشخصي بموقع التدوين المصغر "تويتر": "أقول لمروجي شائعة شراء الرئاسة أربع طائرات فاخرة بـ300 مليون يورو: سنشتري للسيسي غدا صباحا يختا بـ500 مليون يورو بالعند (العناد) فيكم".
ويذكر أن صحيفة "لا تريبون" الفرنسية، ذكرت، الثلاثاء، أن شركة "داسو" الفرنسية، وقعت عقود بيع لأربع طائرات من طراز "فالكون 7 إكس"، إلى مصر، لاستبدالها بالطائرات الحالية الأمريكية الصنع، وأن تلك الصفقة تبلغ قيمتها 300 مليون يورو. (بما يعادل 3 مليارات جنيه، طبقا للسعر الرسمي لليورو بمصر).
لكن مصادر رئاسية مصرية نفت أنباء شراء مؤسسة رئاسة الجمهورية أية طائرات، مؤكدة أن ما تم تداوله في هذا الشأن "عار تماما من الصحة"، إلا أن عدم صدور تصريح النفي من مؤسسة الرئاسة بشكل واضح مباشر، وعزوه إلى مصادر مجهولة، جعل مراقبين لا يعتبرون الخبر نفيا واضحا للصفقة.
وأثارت الصفقة رفض واستهجان الرأي العام في مصر، نظرا لأن الحكومة تسعى للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة 12 مليار دولار، مع دعواتها أفراد الشعب للتحمل والتقشف.
وكانت مصر وقعت، في شباط/ فبراير الماضي، اتفاقية للتعاون العسكري مع فرنسا تقوم بموجبها باريس بتوريد 24 طائرة مقاتلة من طراز "رافال"، وفرقاطة من طراز "فريم"، وصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى من طراز "إم بي دي أيه"، في صفقة قيمتها 5.2 مليارات يورو.