ذكرت صحيفة "إندبندنت" أن مدينة سويدية قررت منح الجهاديين العائدين من سوريا والعراق إسكانا ومعونات؛ لتساعدهم على الاندماج من جديد في المجتمع
السويدي.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن المسؤولين في مجلس مدينة
لوند يناقشون منح الجهاديين مساعدات اجتماعية وتعليمية ومالية؛ للتخلص من ماضيهم الجهادي، والعودة إلى الحياة العادية في بلادهم
وتنقل الصحيفة عن المنسقة لبرنامج ضد التطرف آنا سجوتراند، قولها إن المقترح يبدو مثيرا للجدل، إلا أنه نهج يجب تبنيه مع المنشقين من
تنظيم الدولة، كما يتم التعامل مع المجرمين والنازيين الجدد، وأخبرت الإذاعة الوطنية "سفيرجيس"، قائلة: "عندما طرح الموضوع، فكرنا كيف يمكن أن نتعامل مع الموضوع، وفكرنا سريعا، واكتشفنا أنه يجب أن نتعامل معه بالطريقة المقترحة".
وتضيف سجوتراند: "لو ارتكبت فعلا إجراميا فيجب أن تتحمل مسؤوليته، لكن هناك العديد من الجوانب، ويجب النظر إليها من ناحية التكلفة، فإنه من الأرخص إعادة دمج شخص في المجتمع، بدلا من التخلي عنه، مثلا".
ويورد التقرير نقلا عن الخبير في مجال الجريمة كريستوفر كارلسون، قوله إنه يدعم تلك الخطط، بعدما قام بعمل تقرير حول المتطرفين المنشقين للحكومة السويدية، وأخبر راديو "سفيرجيس" أن الذين يحاولون الهروب من جماعة تنظيم الدولة، هم بحاجة إلى طريقة للخروج من شبكات التنظيم، والعمل لتجنب ارتدادهم مرة أخرى، مشيرا إلى أن هناك حاجة "للموارد، وإعادة الاندماج في سوق العمل، ورخصة، وسقف فوق رأسك"، ويتساءل قائلا: "أتساءل لماذا علينا أن نتعامل مع الأشخاص الذين يتركون العنف المتطرف بطريقة مختلفة؟"
وتذكر الصحيفة أن تقريرا سابقا أشار إلى أن غالبية المقاتلين الأوروبيين مع تنظيم الدولة لديهم سوابق إجرامية، حيث تستهدف دعاية التنظيم الأشخاص الذين يحاولون البحث عن التطهر والخلاص، لافتة إلى أن مدنا أخرى، مثل مالمو، وبورلانج، وأوبيرو، تفكر بتطبيق البرنامج ذاته، الذي تفكر لوند بتطبيقه.
ويلفت التقرير إلى أن عدد السويديين الذين عادوا من العراق وسوريا يقدر بحوالي 140 مقاتلا من بين من يعتقد أنهم 300 جهادي ذهبوا إلى هناك، مشيرا إلى أن السويد تعد الدولة الأولى في أوروبا، التي سافر منها مقاتلون إلى تنظيم الدولة، بناء على نسبة السكان، مع أنها تأتي متأخرة من ناحية العدد عن كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
وتفيد الصحيفة بأن جدالا يدور في العواصم الأوروبية حول كيفية التعامل مع المقاتلين العائدين، في ظل استمرار خسارة التنظيم أراضيه في مناطق نفوذه في العراق وسوريا، حيث يخشى المسؤولون تدفقا واسعا للهاربين بعد عملية
الموصل، التي تعد أكبر تجمع حضري في العراق.
وينوه التقرير إلى أن المفوض لشؤون الأمن في الاتحاد الأوروبي جوليان كينغ، حذر من تدفق أعداد كبيرة من مقاتلي التنظيم، وقال: "قد تقود استعادة الموصل، معقل التنظيم في شمال العراق، إلى عودة مقاتلي التنظيم العنيفين إلى أوروبا".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن عدد حملة الجوازات الأوروبية والإقامة بين الجهاديين الأوروبيين يبلغ حوالي 3700 شخص، وذلك بناء على دراسة قامت بها كلية "كينغز" في لندن، ويقدر عدد الأشخاص الذين سافروا من بريطانيا إلى ما تطلق على نفسها "الدولة الإسلامية" بحوالي 800 شخص.