ملفات وتقارير

مع من تقف إسرائيل من صراع عباس دحلان؟

محللون يؤكدون أن اسرائيل تقف مع نفسها ويهمها وجود سلطة ضعيفة - أرشيفية
في خضم الصراع المحتدم بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والقيادي المفصول من الحركة محمد دحلان ، ثمة الكثير من الأسئلة حول طبيعة الموقف الإسرائيلي من الخلاف ، بحكم التأثر المباشر لصعود أحدهما على سياسات وتحركات الاحتلال على الأرض .

وعلى الرغم من عدم إفصاح حكومة نتنياهو الصريح حيال تفضيلها لأحد الرجلين ، إلا أن محللين إسرائيليين تطرقوا بالنقاش والتحليل ومنهم المحلل العسكري في صحيفة هآرتس الإسرائيلية عاموس هرئيل الذي أشار إلى أن "إسرائيل ربما تسعى إلى تنصيب محمد دحلان رئيسا للسلطة الفلسطينية" .
واستند هرئيل في توقعه لتصريحات صادرة عن وزارة الحرب الإسرائيلية بأن الرئيس محمود عباس أصبح المشكلة الرئيسة لإسرائيل وأن دحلان "المقرب من وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ربما يكون الورقة السرية التي يحملها في جعبته على ضوء تضعضع سلطة عباس في رام الله".

إسرائيل تقف مع نفسها

من جهته يعتبر النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور حسن خريشة أن إسرائيل لا تقف مع أحد في هذا الخلاف وهي معنية بسلطة ضعيفة لا تريد لها أن  تنهار ولكنها غير قادرة على القيام بمهامها ".

وأشار خريشة لـ"عربي 21 " إلى رغبة وحرص إسرائيل على أن تبقى القياديات الفلسطينية في حالة صراع مع بعضها وأنها - أي إسرائيل- تقف مع نفسها ومستوطنيها وتستغل كل ذلك من أجل التوسع الاستيطاني وتهويد القدس .

وأبدى خريشه انزعاجه وتخوفه من الاشتباكات المتقطعة بين أنصار الطرفين ، مشيرا أن الصراع فرض على الشعب الفلسطيني أن يتعاطى معه وأصبح حديث الساعة رغم إمكانية حله ، مضيفا " هناك أطراف تريد تضخيم الحدث لجني الفوائد والمصالح " .

واتفق المختص في الشأن الإسرائيلي الدكتور عدنان أبو عامر مع النائب خريشة بالقول إن الإسرائيلين متفقون مع مصالحهم بالدرجة الأولى وتحديدا ما يتعلق بالجانب الأمني والعسكري".
 
وقال أبو عامر لـ"عربي 21 " إن صفحة أبو مازن طويت نهائيا من قبل إسرائيل وليس هناك نقاش في "هل أبو مازن سيغيب عن الساحة أم لا لكن النقاش يتمحور حول متى سيغيب عن الساحة".

وأضاف " اسرائيل علمتنا دائما أنها تقف مع مصالحها فقط وما تقوم به الآن حيال ما يجري هو تعزيز التواجد الأمني في الضفة خشية حدوث اشتباكات مسلحة بين أنصار الرجلين مثلما حدث في مخيم بلاطة".

اليوم التالي 

وكان المحلل الإسرائيلي، لشؤون الشرق الأوسط، آفي يسسخاروف علق مؤخرا  على أحداث الضفة بالقول إنها تؤكد بقوة أن الضفة تتواجد اليوم في فترة الشفق ، وهي مرحلة مؤقتة خطيرة ومزعجة .

ووصف يسخاروف مكانة السلطة الفلسطينية وقائدها بـ " الضعيفة أكثر من أي وقت مضى، وأن مكانة أبو مازن حرجة للغاية والجميع منشغل في مسألة اليوم التالي".

وأوضح أن "الكثيرين في فتح يخشون من اليوم الذي ستشهد فيه الحركة انقساما بسبب الصراع العنيد بين دحلان وأبو مازن مع تنام بارز بقوة (حماس) في ظل انشغال الطرفين بصراعاتهما الداخلية " .