يتابع الاحتلال
الإسرائيلي عن كثب
الصواريخ التجريبية التي تطلقها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية
حماس انطلاقا من مناطق عدة في قطاع سواء باتجاه البحر او مناطق الجنوب في النقب الصحراوي .
ويولي الاحتلال اهتماما كبيرا بتجارب الحركة الصاروخية بغية تحديد القدرات التطويرية لها على صعيد المسافة والقوة التفجيرية وآليات الانطلاق والسقوط .
وتبرز الصحافة العبرية بصورة كبيرة مع قدر واف من التحليل
تجارب حماس الصاروخية ، دون إغفال التركيز على التجارب الناجحة والمتعلقة تحديدا بالقوة التفجيرية والمسافات الجديدة لكل صاروخ.
استخلاص العبر
المحلل السياسي الدكتور عدنان أبو عامر قال في حديث لـ"
عربي21" :" إن زيادة التجارب الصاروخية في الآونة الأخيرة يعطي رسالة بأن حماس في طور استخلاص الدروس والعبر من الحروب السابقة فهي تحاول أن تجري تطويرا دائما لقدراتها في محاولة منها لإبداء أكبر قدر من الجاهزية والاستعداد لأي مواجهة غير متوقعة مع الاحتلال الإسرائيلي" .
وأوضح "أن التجارب الصاروخية التي تجري على مدار الساعة وكل قطاع غزة يشعر بها ولعل آخر تجرية شعر بها المستوطنون في جنوب إسرائيل وأثارت ذعرا لديهم تحاول أن تثبت حماس من خلالها أنها لا زالت متمسكة بسلاحها على عكس الدعوات الإسرائيلية والدولية الأخيرة التي كانت تربط إعمار غزة بنزع سلاح المقاومة" .
وعن ردود فعل الاحتلال على هذه التجارب قال أبو عامر "الاحتلال يتابعها على مدار الساعة ويعتبر أن هذه التجارب وإن كانت تجري في عرض البحر لكنها موجهة إلى أهداف استراتيجية داخل إسرائيل في حال اندلاع أي مواجهة".
وبين أبو عامر أن الاحتلال يعلم أن الإسقاطات الجوية والإحداثيات لهذه الصواريخ هي بالتأكيد تأتي أهدافا مستقبلية حقيقية محتملة لمحطات طاقة وكهرباء وموانئ ومطارات ومصانع كيماوية داخل إسرائيل".
فرض معادلة الرعب
من جهته قال الخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور محمود العجرمي: "إن التجارب والحقائق التي جرت في العدوان السابق على غزة أثبتت أن هذه الصواريخ فرضت معادلة جديدة وهي الرعب على الاحتلال الإسرائيلي من جهة ؛ ومن جهة أخرى فرضت على الاحتلال أن يقوم بمعارك من طبيعة دفاعية في داخل فلسطين المحتلة ؛ نقيضا لما كان يجري سابقا من انتقال للقتال في أرض العدو وحسم المعارك بساعات وإنجاز أهداف سياسية واضحة" .
وأشار العجرمي أن المقاومة نجحت ومن خلال الدروس المستفادة على مدار السنين السابقة في إيجاد طرقها الخاصة وتهريب المواد التي تصلح لإنتاج الأسلحة والصواريخ موضحا أن المقاومة تعتمد على مواد محلية لاستخدامها في عمليات الإنتاج كما نجحت أيضا في الوصول لمصادر من داخل فلسطين المحتلة من خلال تجار وضباط إسرائيليين .
وعن وسائل الحكم على فشل ونجاح التجارب قال : "هناك الكثير مما رشح أن حماس قامت بتدريب العديد من الخبراء على صناعة الصواريخ في دول مختلفة ؛ وكذلك المعارك والحروب التي خاضتها حماس والمقاومة والتجارب العملية في هذه المجال تثبت نجاح التجارب الصاروخية".
وأضاف " كذلك التغذية الراجعة من مصادر العدو بمديات وتأثير هذه الصواريخ بالإضافة لعدم قدرة العدو في رصد وإسقاط الصواريخ كل ذلك يؤكد أن لدى حماس ما يمكن من خلاله معرفة مدى ودقة إصابة هذه الصواريخ ".
صواريخ حماس المحلية
ونذكر فيما يلي الصواريخ التي تم صناعتها محليا من قبل الخبراء التابعين لكتائب القسام الجناح العسكري لحماس وجرى استخدمها خلال المواجهات والحروب السابقة مع إسرائيل:
صاروخ آر- 160: نسبة إلى القيادي في حماس عبد العزيز الرنتيسي الذي اغتالته إسرائيل قبل سنوات ويصل مداه نحو 160 كم.
صاروخ جي 80 : نسبة للقائد العسكري أحمد الجعبري الذي اغتالته إسرائيل عام 2012 ويصل مداه إلى 80 كم.
صاروخ أم 75: نسبة للقيادي في حماس إبراهيم المقادمة" الذي اغتالته إسرائيل قبل سنوات ويصل مداه ل75 كم.
بالإضافة للعديد من الصواريخ ذات المديات الأقل والتي استخدمت أيضا في الحروب السابقة كغطاء ناري كثيف في محيط المستوطنات المتاخمة لقطاع غزة .
ويرى خبراء ومحللون أن التجارب الصاروخية التي تجريها حماس تدل بما لا يدع مجالا للشك، أن الحصار على المقاومة فاشل ولا يجدي نفعا، وأن الاحتلال لم يستطع التأثير على النمو العسكري لدى حماس، مع وصول المقاومة لمرحلة متقدمة في تطوير عجلة التصنيع رغم الإمكانات المتواضعة والحصار المطبق على قطاع غزة.