قال مصطفى سيجري، رئيس المكتب السياسي للواء "المعتصم" التابع لغرفة عمليات "
درع الفرات"، إن تباطؤ تقدم فصائل الجيش السوري الحر نحو الباب في ريف
حلب الشرقي، مرتبط بشكل وثيق بما يجري على جبهات مدينة حلب ومحاولات الثوار فك الحصار المفروض من قبل النظام على أحيائها الشرقية.
وشدد على أن المعركتين لهما أبعاد مشتركة وأهداف واحدة، وأن القادة الميدانيين في "درع الفرات" يتحركون على الأرض حسبما تقضي المصلحة.
وقال سيجري في حديث خاص مع "
عربي21": "هناك محاولات كثيرة ومن أطراف متعددة لتعطيل عملية قوات درع الفرات، لما تسببه من كسر حقيقي للإرادة الدولية وتخريب المشاريع الخارجية"، حسب وصفه.
وأشار إلى محاولة "قوات
سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب ووحدات المرأة الكردية عمادها"، على حد قوله، السيطرة على قرى ومزارع كان قد طرد مقاتلو درع الفرات تنظيم الدولة منها، ما دفع فصائل الجيش الحر لإعلان عملية عسكرية تهدف إلى السيطرة على مدينة تل رفعت التي تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
وأضاف رئيس المكتب السياسي للواء المعتصم أن فصائل درع الفرات، شنت هجوماً على مدار يومين من المحورين الجنوبي الشرقي والشرقي لتل رفعت، في ريف حلب الشمالي، وقد أرسل الجيش التركي تعزيزات عسكرية لتوفير التغطية النارية لهذه الفصائل، غير أنه لم يحقق تقدما حتى الآن.
وفي غضون ذلك، ذكر سيجري أن "قوات سوريا الديمقراطية" بالتعاون مع قوات النظام السوري؛ شنت هجوماً واسعاً سيطرت فيه على تسع قرى ومزارع كان يسيطر عليها تنظيم الدولة جنوب مدينة مارع في ريف حلب الشمال، وذلك بعد قيام طيران النظام السوري بتوفير التغطية الجوية لها.
وهذه المناطق هي قرية الوحشية ومزرعتها، ومزرعة فافين، ومعمل الإسمنت بالقرب من مزارع فافين، وكفر قارص، في حين سيطرت قوات النظام على قرى تل شعير، وتل قراح، وتل سوسين، ومدرسة المشاة.
وبيّن سيجري أن قوات سوريا الديمقراطية "تعمد إلى عرقلة تقدم فصائل درع الفرات نحو مدينة الباب المهمة بالنسبة لنا"، لكنه قال إن "ذلك لن يثنينا عن متابعة العمليات والسيطرة على جميع القرى وصولاً للباب"، موضحا أن فصائل درع الفرات معنية بمحاربة قوات النظام، وليس فقط تنظيم الدولة والوحدات الكردية.
وبحسب سيجري، "لا يوجد تخبط عسكري في عمليات درع الفرات"، وأشار إلى أن تنظيم الدولة تمكن من اختراق عمق المناطق التي سيطر عليها مقاتلو درع الفرات جنوب أخترين قبل أن يستعيدوها، معتبراً أن المرحلة ما زالت تحتمل "الكر والفر".
وكانت الفصائل العسكرية التابعة للجيش السوري الحر، المكونة من أبناء
منبج في ريف حلب الشرقي، قد أعلنت في 29 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي؛ عن تشكيل المكتب العسكري تحت مظلة المجلس الثوري المحلي للمدينة، ضمن خطوة تمهيدية لاستعادة السيطرة على المدينة من يد
الوحدات الكردية.
وفي هذا السياق، يؤكد جاسم السيد، المتحدث باسم المكتب العسكري في المجلس العسكري في منبج، ومدير مكتبه الإعلامي، أن هدف المجلس هو استعادة منبج من قبضة وحدات حماية الشعب الكردية، وذلك في حال لم تستجب للمطالب بالانسحاب بشكل سلمي إلى شرق الفرات، موضحا أن مقاتلي درع الفرات اقتربوا من المدينة ودخلوا حدودها الإدارية.
ولفت إلى أن المجلس الثوري المحلي لمدينة منبج تشكل بشكل سري؛ قبل إخراج قوات النظام السوري من المدينة في بداية عام 2012، وقال إن العمل حاليا يجري على تفعيله وتنظيمه من جديد، لإعادة إحياء المؤسسات العامة والخاصة وإدارة المدينة بعد دخولها، مثلما فعل المجلس بحفاظه عليها بعد تحريرها من النظام السوري، كما قال.
ونوه السيد إلى أن المجلس عمل بعد سيطرة تنظيم الدولة على منبج، على الاستمرار في ممارسة عمله، واستطاع أن يقدم خدمات لأسر منبج النازحة إلى مدينة حلب وريفيها الشمالي والغربي.
كما يؤكد السيد أن أغلب الفصائل باتت منضوية تحت المكتب العسكري في منبج، والذي ينسق بدوره مع باقي الفصائل في غرفة عمليات درع الفرات، مضيفاً أن المجلس الثوري المحلي قام بتوسيع مكتبه السياسي ليصبح "الهيئة السياسية"؛ التي عملت على التواصل مع الدول المعنية بالشأن السوري، وخاصة الحكومة التركية، للعمل معها على طرد الوحدات الكردية من منبج.