فتح فوز المرشح الجمهوري
دونالد ترامب، بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، باب التساؤل عن مآلات ومصير الوعود والتهديدات الكثيرة التي حفلت بها حملته الانتخابية، وفيما إذا كانت مجرد تصريحات للاستهلاك الانتخابي أم إنها ستأخذ طريقها فعلا للتنفيذ.
وفاز الملياردير الأمريكي، دونالد ترامب، الذي لا يملك أي خبرة سياسية الأربعاء، في الانتخابات الرئاسية، في "زلزال سياسي"، وفق ما وصفته الصحف والمواقع الأمريكية في تغطيتها.
وتواصلت "
عربي21" مع عدد من المحللين السياسيين، لمعرفة مدى تطبيق ترامب لوعوده الانتخابية، وانعكاساتها على سياسيات أمريكا الخارجية، في ظل حالة التسخين المستمرة في المنطقة.
الإطاحة بالأسد
ففي أثناء مقابلة مع قناة "إم إس إن بي سي" الأمريكية في أيار/ مايو الماضي، أبدى دونالد ترامب رأيه الصريح بمستقبل رئيس النظام السوري، وقال إنه في حال فوزه بالرئاسة الأمريكية "لن أتدخل في
سوريا وأقوم بمحاربة الأسد بمثل هذه الشدة".
وأضاف أن "كلا من إيران وروسيا تعملان لصالح الأسد، ما يعني أن علينا مواجهة كل منهما، وفي الوقت نفسه ينبغي علينا أن نحارب تنظيم الدولة، الذي بدوره يقاتل ضد الأسد".
من جهته، قال المحلل السياسي إبراهيم علوش لـ"
عربي21" إن "ترامب لن يطيح بالأسد، لأن الأمر يتعلق بالمؤسسة السياسية الأمريكية التي بدأت تتقارب مع
روسيا التي ساعدت ترامب في فضح كلينتون بقصة بريدها الإلكتروني، وفقا لتقارير".
ورأى أن "ترامب يمثل الحرس القديم، وهو معاد للامبريالية بصورتها الحديثة ويريد العودة لأمريكا القومية، ولا يريد لبلاده أن تتحمل صيانة كل الأنظمة"، لافتا إلى أن "موقفه من روسيا أقل حدة من كلينتون وقد نلمس مؤشرات إيجابية بالمنطقة".
تمزيق اتفاق إيران النووي
في سياق العلاقة مع طهران، وعد ترامب في تموز/ يوليو الماضي بتمزيق الاتفاق النووي مع إيران إذا انتخب رئيسا، واصفا إياه بـ"الكارثي". وقال إن مفاوضا أمريكيا أشد حزما من مفاوض إدارة أوباما يستطيع أن ينتزع تنازلات أكثر من إيران.
ورأى المحلل السياسي إبراهيم علوش، أن "تمزيق الاتفاق النووي مع إيران سيعيد عقارب الساعة إلى الوراء، ويحرر إيران من التزامات فرضتها على نفسها في ملفات عدة تتعلق بالمنطقة".
ولفت إلى أن "الاتفاق النووي كان يفرض على الولايات المتحدة الأمريكية رفع الحظر عن الأموال الإيرانية في البنوك الغربية، لكن واقع الحال أن أمريكا تفرض قيودا على تلك البنوك التي تتعامل معها إيران، وبالتالي فإن إيران لم تحصل على شيء".
تهديدات للسعودية
وفي ما يتعلق بالعلاقة مع الرياض، فقد هدد دونالد ترامب في آذار/ مارس الماضي بوقف شراء النفط من
السعودية وحلفاء عرب آخرين، "إلا إذا التزمت بالمشاركة بقوات برية في الحرب ضد تنظيم الدولة".
وفي تصريحات أخرى دعا ترامب إلى إرغام الرياض على دفع أموال لقاء "حماية" أمريكا لها، ورأى أن السعودية "دولة ثرية"، وعليها أن "تدفع المال" لأمريكا لقاء ما تحصل عليه سياسيا وأمنيا، وخاصة في مجال حديث الحماية من إيران.
وأعرب علوش عن اعتقاده بأن تهديدات ترامب للسعودية قد تكون منسجمة مع ما أسماها "المؤسسة السياسية الأمريكية"، خصوصا مع قانون جاستا، وعلى هذا الصعيد فإن السعودية ستتضرر بوضعها المادي الحالي السيئ.
وشدد على أن هناك توجها لدى واشنطن لمصادرة الأموال من دول "البترو دولار"، وهذا سيكون عنوانا رئيسا للسياسة الأمريكية في المستقبل، ما يعني مزيدا من التوترات في المنطقة.
لكن علوش أشار إلى أن خطاب ترامب فيه تناقض كبير، فهو من جهة يطلق تصريحات معادية لإيران، وفي المقابل يظهر عداء السعودية، وهذا غير جائز في السياسة.. أن تعادي كل الأطراف.
منع المسلمين وطرد المهاجرين
في ملف العلاقة مع المسلمين، اقترح دونالد ترامب في كانون الأول/ ديسمبر عام 2015، فرض حظر على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، فضلا عن فرض السيطرة على بعض المساجد في الولايات المتحدة، مع التعهد بطرد مليوني مهاجر.
وكشف علوش في هذا الإطار حالة الخوف الأمريكي الشديد من الإرهاب، وأن ذلك سيجلب قيودا جديدة وصارمة على تحركات ونشاطات المسلمين.
وبشأن طرد المهاجرين، قال إن "الموضوع ليس عمليا وإنما فرض مزيد من القيود، لأن أمريكا فيها حوالي 30 مليون مهاجر، وإن طرد مليونين منهم سيكون عملا إعلاميا لن يغير من حقيقة التركيبة الديموغرافية".
كلفة الناتو كبيرة
أوروبيا أعلن ترامب، في آذار/ مارس الماضي، أن "الناتو يكلفنا كثيرا، نعم، نحن بهذه الصورة نحمي أوروبا، ولكننا ننفق أموالا كثيرة. لم يعد بإمكاننا تحمل هذا، لذلك يجب إعادة النظر بهذا. إبقاء الناتو ولكن بتحمل نفقات أقل".
وعن ذلك قال علوش: "أمريكا تصدرت لقيادة العالم ولديها ألف قاعدة عسكرية موزعة بين عدد من الدول، وتلعب دور الحامي للعالم، لكن المؤسسات الاقتصادية والسياسية الأمريكية باتت تفرض رأي التقليل من هذا الدور".