يتساءل الفلسطينيون في
غزة عن مصير
سفينة الكهرباء التي وعدت بها
تركيا قبل نحو عامين؛ أملا في حل
أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي بلغت ذروتها هذه الأيام؛ فلا تكاد تصل الكهرباء منازل السكان هناك أكثر من ثلاث ساعات يوميا، وسط استمرار الأزمة التي دخلت عامها العاشر.
ولم ينس بعد "الغزيون" ما قاله وزير الطاقة التركي، تانر يلدز في آب/ أغسطس 2014، حين وعد بإرسال محطة كهرباء عائمة بقوة تغذية تبلغ مائة ميغاواط إلى قطاع غزة لتزويده بالكهرباء، بالتعاون مع القطاع الخاص التركي.
"مجرد طرح"
وأشار يلدز حينها إلى أن بلاده ستتخذ الإجراءات اللازمة مع الجهات الإسرائيلية لاستكمال الأمر، وبين أنه من المخطط أن ترسو المحطة العائمة في مرفأ لصيد الأسماك في قطاع غزة؛ إلا أن غزة لم يرس في مينائها سفن ولم تضئ مصابيح منازلها الكهرباء التركية؛ فما مصير تلك الوعود؟
ولم يخف مسؤول هيئة الإغاثة التركية في غزة، محمد كايا، في حديثه لـ"
عربي21" أن مشروع سفينة الطاقة لغزة كان "مجرد طرح" لم ير النور بعد.
وأشار في هذا الإطار إلى أن مهندسين أتراكا وصلوا غزة بعد الحرب الأخيرة لبحث موضوع الكهرباء، لكن الأمر لم يتم بعد.
إلا أن كايا نقل عن السفير التركي في الأراضي الفلسطينية، قوله، إن وزير الطاقة التركي أو مندوبين عنه، سيصلون إلى قطاع غزة قريبا، وذلك لبحث تصليح وصيانة محطة توليد الطاقة الوحيدة في قطاع غزة.
ميناء أسدود
من جهته، عزا مدير مركز المعلومات في سلطة الطاقة الفلسطينية، أحمد أبو العمرين، توقف تنفيذ مشروع سفينة الكهرباء العائمة في غزة "لاشتراطات تعجيزية فرضها الاحتلال الإسرائيلي على الجانب التركي"، وتتضمن رسو السفينة في ميناء أسدود الإسرائيلي، عوضا عن رسوها في ميناء غزة.
وقال أبو العمرين لـ"
عربي21": "رسو السفينة في ميناء أسدود يتطلب بناء خط كهرباء طويل لتوصيل التيار من هذه السفينة، وصولا إلى قطاع غزة".
وأشار إلى أن بناء الخط مكلف جدا، ويأخذ وقتا كبيرا، فضلا عن أنه يفرغ مشروع السفينة العائمة من مضمونه، باعتبار أن تركيا كانت تنوي تسييرها لغزة في إطار إسعاف عاجل بفعل أزمة الكهرباء المتفاقمة التي زادت حدتها عقب الحرب الأخيرة، وليس في إطار مشروع يأخذ وقتا طويلا للتنفيذ، الأمر الذي أدى إلى تجميد المشروع إلى الآن.
قطاعات واسعة
ويعاني سكان غزة الذين تخطى تعدادهم 2 مليون نسمة، من أزمة شديدة في انقطاع الكهرباء لفترات تصل إلى عشرين ساعة في اليوم، وكثيرا ما يؤدي نقص الوقود إلى غلق محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع لأسابيع، الأمر الذي أدى لتوقف قطاعات واسعة مثل الصحة والصناعة وغيرها في قطاع غزة المحاصر.