أثارت خريطة صادرة عن الهيئة العامة للمساحة
السعودية (هيئة حكومية) تُظهر جزيرتي "
تيران وصنافير" ضمن
الحدود الدولية للمملكة؛ التساؤلات حول حقيقة تسليم القاهرة الجزيرتين للرياض، قبل الفصل في أحقية السعودية لهما، وقبل إقرار البرلمان
المصري لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.
وامتنعت الهيئة المؤسسة الحكومية المرتبطة بوزير الدفاع وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن الرد على أسئلة حول ما إذا كانت تلك الخرائط قد أعدت بتعليمات رسمية من قادة المملكة، حسب موقع "إرم نيوز".
ويأتي ظهور "تيران وصنافير" ضمن خريطة السعودية، بعد يوم واحد من حكم محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، المثير للجدل، ببطلان حكم المحكمة الإدارية العليا برفض نقل تبعية الجزيرتين إلى السعودية.
اقرأ أيضا: بعد أيام من قمة "البحر الميت".. "تيران وصنافير" سعودية
كما يأتي ظهور الخريطة السعودية، بعد أيام على لقاء قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، والملك سلمان بن عبد العزيز، في القمة العربية التي أقيمت بالأردن وعودة العلاقات المتوترة بين القاهرة والرياض، على خلفية ملف الجزيرتين الذي سبب الكثير من الجدل والتجاذب الدبلوماسي بين البلدين.
"عدنا إلى الاحتلال"
ويرى القيادي في المجلس الثوري المصري، عمرو عادل، أن ضم الجزيرتين لخريطة السعودية يؤكد تسليمها عيانا جهارا للمملكة.
وفي حديثه لـ"
عربي21"، قال عادل: "لا زال الكثير منا يتعامل مع الأنظمة العربية على أنها حكومات دول ولها بعض العلاقة بشعوبها؛ والحقيقة أن هذا خطأ كبير فلا هم يعبرون بأي شكل عن شعوبهم ولا هي أنظمة حكم".
وتابع عادل: "وبالتالي فكل ما نراه من أحكام أو حتى نزاعات بينها هي حالة وهمية لتحقيق أهداف ما".
وأضاف عادل: "الجزيرتان ربما تم تسليمهما أم لا؟ ليست هذه القضية؛ ولكن القضية في عدم وجود أنظمة سياسية عربية سواء ديمقراطية أو حتى استبدادية".
وأوضح بقوله: "لقد تجاوزنا مرحلة حكم الاستبداد وعدنا مرة أخرى إلى الاحتلال -هذا إن كنا فارقناه حقا- وكل الأرض في كل المنطقة أصبحت ملكا للغير"، مضيفا: "ولكي نتكلم عن (تيران وصنافير) أو غيرها؛ علينا أولا تحرير بلادنا كلها"، مؤكدا أن "كل أرض العرب أصبحت (تيران وصنافير)".
"مخالفة لبنود الاتفاقية"
وقال رئيس حزب الجيل، ناجي الشهابي، إن "تصرف الهيئة العامة للمساحة السعودية، بضم (تيران وصنافير) إلى خرائطها ضمن حدود المملكة للمرة الأولى؛ هو تصرف مناف للاتفاقيات الدولية التي تلزم طرفي الاتفاق بعدم العمل والاعتداد بها إلا بعد التصديق من الجهات المختصة في الدولتين".
وأضاف الشهابي لـ"
عربي21"، أن "تصرف الهيئة التابعة لولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ مخالف أيضا لشرط هام ملازم لأي اتفاق دولي"، مؤكدا أنه "لو تم فإنه يعد مخالفة لبنود الاتفاقية"، مشيرا إلى أن "تصديق الجهات المصدقة بالمملكة لا يعطيها الحق في تنفيذ الاتفاقية؛ إلا إذا صدقت الجهات المصرية المختصة عليها".
وطالب الشهابي مصر "بمقابلة هذا التصرف من المملكة باحتجاج شديد اللهجة، معتبرا أن انفراد المملكة بوضع الجزيرتين ضمن خرائط حدود بلادها هو نوع من الاعتداء على المؤسسات الدستورية في مصر بل وعلى دستورها".
وأضاف الشهابي: "لا أتوقع أن تكون الرياض قد تسلمت الجزيرتين من مصر، لأنه لا توجد جهة في مصر تملك هذا التسليم، وأمر الاتفاقية لم يحسم بعد في مصر، وإن كان قد حسم قضائيا ودستوريا بأنهما مصريتان، ولكن الحكومة مازالت تنتظر حكم المحكمة الدستورية العليا".
اقرأ أيضا: خبراء: أزمة قضائية بمصر بعد حكم "تيران وصنافير" الجديد؟
وتوقع المتحدث "أن تؤيد المحكمة الدستورية حكم الإدارية العليا، وبالتالي سيكون تسليم الحزيرتين بمثابة تسليم أرض مصرية لا يملك كائن من كان في مصر التفريط فيها".
شبكات المحمول
وبالإضافة إلى خريطة المساحة السعودية تحدث الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، محمد منير، عن احتمالات تسليم النظام الجزيرتين إلى السعودية بعد منع تغطية شبكات الهاتف المصرية للجزيرتين وظهور شبكات الهاتف السعودية على أرض الجزيرة.
وقال منير لـ"
عربي21"، الأحد: "مصر دولة خبيرة في آليات التطبيع مع الاحتلال، وبدأت إجراءات التطبيع مع السعودية لتيران وصنافير؛ بأن جعلت تغطية شبكات المحمول المصرية تقف عند حدود ما قبل الجزيرتين وتتحول إلى تغطية دولية على الجزيرتين، فيما قامت شبكات المحمول السعودية بالتغطية المحلية فوق الجزيرتين"، دون أن يشير لمصدر معلوماته.
مخاوف مصرية
وتتزايد مخاوف المصريين من دور إسرائيلي محتمل في تأمين الجزيرتين بعد تسليمهما للسعودية، كما قال الكاتب الصحفي المصري المقرب من سلطات الانقلاب مكرم محمد أحمد، في مقابلة تليفزيونية في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2016.
وهو ما أكده وزير الدفاع الإسرائيلي "موشيه يعلون"، بقوله 12 نيسان/ أبريل 2016، إن حرية الإبحار مكفولة لإسرائيل بجزيرتي "تيران وصنافير بعد أن تسلّمت السعودية مسؤوليتهما، وأن السعودية سلمت إسرائيل وثيقة تتضمن التزامها بحرية إسرائيل الإبحار بالجزيرتين.