نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للصحافي تشارلز أندرسون، يقول فيه إن رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن، قالت في حفل تأبين لضحايا الهجوم الإرهابي على مسجدين في كرايستشرش، خلف 50 ضحية، إن العنصرية موجودة، لكن غير مرحب بها.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الحضور في حديقة هاغلي في كرايستشرش، الذين وصل عددهم إلى عدة آلاف من نيوزيلندا ومن خارجها، اجتمعوا في حفل تأبين على مستوى نيوزيلندا لضحايا الهجوم الإرهابي، وقفوا تحية لآرديرن، عندما اعتلت المنصة لتلقي كلمتها في الجمع.
وينقل أندرسون عن رئيسة الوزراء، قولها في كلمتها: "لقد أصبح العالم سجين حلقة مغلقة من العنف والتطرف الذي يجلب مزيدا من العنف، وهذا يجب أن ينتهي.. ولا نستطيع مواجهة هذه القضايا وحدنا، ولا أحد منا يستطيع ذلك.. والجواب يكمن في إنسانيتنا. لكن الآن سنتذكر دموع أمتنا والعزم الجديد الذي قمنا بتشكيله"، وأضافت: "كلنا نملك القوة -بكلماتنا وبأفعالنا وبعمل الخير- لندع هذا يكون إرث الخامس عشر من آذار/ مارس".
وتورد الصحيفة نقلا عن أرديرن قولها في الوقت الذي صفق لها الجمهور، إن على النيوزيلنديين "مسؤولية أن تكون (نيوزيلندا) المكان الذي نتمنى أن يكون، مكان فيه تعددية، ومكان فيه ترحيب، ومكان فيه لطف ورحمة، هذه القيم تمثل أفضل ما لدينا، لكن حتى أسوأ الفيروسات يمكن أن توجد في أماكن غير مرحب بها، العنصرية موجودة، لكن غير مرحب بها هنا".
ويلفت التقرير إلى أنه تم بث الحفل الذي أطلق عليه شعار "كو تاتو تاتو"، الذي يعني "كلنا واحد"، حيا إلى تجمعات التأبين الأخرى في أنحاء البلاد، لإحياء ذكرى من سقط قبل أسبوعين عندما هاجم مسلح مسجدين في وسط كرايستشرش.
ويفيد الكاتب بأن عدد الحضور يقدر بعشرين ألفا، كان بينهم رئيس وزراء أستراليا سكوت موريسون، وغيره من رؤساء دول الباسيفيكي، كما حضر التأبين ناجون من المذبحة وبعض أقارب الضحايا، وحضره المغني يوسف إسلام، الذي كان يعرف باسم كات ستيفنز، حيث قام بالمشاركة بأغنية في الحفل.
وتنوه الصحيفة إلى أن فريد أحمد، الذي نجا من مذبحة مسجد النور، حضر الحفل، لكن زوجته حسنى أحمد كانت من بين الضحايا، وقال إنه عندما يسأله الناس لماذا سامح المهاجم، فإنه يقول لهم إن الله يحب أولئك الذين "يسيطرون على غضبهم ويسامحون إخوانهم البشر"، وكان اسم زوجته من بين الخمسين اسما التي قرأها أعضاء من المجتمع المسلم خلال حفل التأبين.
وينقل التقرير عن فريد أحمد، قوله إنه يريد أن يدعو للأشخاص الذين قتلوا وللناجين، وأضاف: "أريد أن أشرفكم لحضوركم اليوم.. أريد أن أشكر النيوزيلنيديين لاجتماعهم معا، ولإظهارهم للعالم بأن نيوزيلندا بلد سلمي".
ويورد أندرسون نقلا عن عمدة كرايستشرش ليان دالزيل، قولها للحشد بأن كلا منهم مسؤول بأن يسأل نفسه عن آرائه وعن "الراحة التي نمنحها للأشخاص الذين قد تكون لديهم آراء عنصرية كريهة"، وأضافت أنه "لن يتم تعريفنا بما حصل في الخامس عشر من آذار/ مارس".
وتنقل الصحيفة عن رئيس المجلس الإسلامي في كانتربري، شاغاف خان، قوله إنه حزن حزنا شديدا لما حصل، لكنه تأثر من تدفق مشاعر الحزن والتعاطف التي تبعت المذبحة، وأضاف: "إنكم لم تتركونا وحدنا في حزننا.. لقد تجاوبت نيوزيلندا بطريقة لن ينساها أحد منا – (طريقة) جعلت العالم يعرف من نحن في الحقيقة".
ويورد التقرير نقلا عن يوسف إسلام، قوله قبل أن يغني أغنية قطار السلام، إنه يشعر مع من تضرروا، لكنه يأمل أن تظهر هذه الحادثة السلبية إيجابيات ردود الفعل، وأضاف: "فقط عندما يبقى الخيار جالسين، ينهض الأشرار.. لقد رأينا العكس في هذا البلد".
ويقول الكاتب إنه تمت إدارة التأبين بالتعاون بين الحكومة ومدينة كرايستشرش وقبائل ناغا تاهو المحلية والمجتمع المسلم، مشيرا إلى أنه تم إغلاق مساحات كبيرة من المدينة لهذا الحفل، وقالت الشرطة إنها بذلت الكثير من التخطيط، حيث كانت سلامة العامة أولوية، بالإضافة إلى أن التهديد الأمني لا يزال عاليا.
وبحسب الصحيفة، فإن حفل التأبين أقيم في استاد إيدين بارك، في أوكلاند، وقال لاعب كرة الرغبي سوني بيل وليامز، الذي يلعب مع فريق (أول بلاك)، إنه فخور بأنه مسلم ونيوزيلندي، وأثنى على البلد لرد فعلها تجاه الهجوم، قائلا: "أريد فقط أن أقول لمجتمع نيوزيلندا، من كل قلبي، رد فعلكم كان رائعا".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول ويليامز، الذي زار المصابين في المستشفى: "دعونا نستمر في ريادتنا.. لنري العالم كيف يتصرف".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
التايمز: جامعة كامبريدج تستغني عن خدمات بروفيسور عنصري
صورة أمل لجاسيندا التقطها مصور بكرايستشرش من الخارج (صورة)
لاكروا: جريمة المسجدين تهز مجتمع نيوزيلندا الحاضن للأديان