وجَّه رئيس حزب الشعب الجمهوري،
كمال كليتشدار أوغلو، سؤالا إلى نواب حزبه
وأعضائه، قائلا: "هل أنتم معي؟"، وطلب منهم في اجتماع بمدينة إزمير
نظَّمته الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، أن يظهروا تأييدهم له بشكل واضح. وبعد
هذا الطلب، أعلن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، ورئيس بلدية أنقرة منصور
ياواش، وقوفهما إلى جانب
كليتشدار أوغلو، كما أعرب القيادي في
حزب الشعوب الديمقراطي حسيب قبلان، عن
تأييده لرئيس حزب الشعب الجمهوري.
كليتشدار أوغلو بخطوته الأخيرة تقدم على إمام أوغلو وياواش في سباق الترشح
لرئاسة الجمهورية كمرشح تحالف الطاولة السداسية. ويمكن القول بأن النقاش الدائر في
صفوف حزب الشعب الجمهوري حول أسماء المرشحين المحتملين انتهى لصالح كليتشدار
أوغلو. وبالإضافة إلى ذلك، يبعث حزب الشعوب الديمقراطي منذ فترة رسائل مفادها أنه
يمكن أن يدعم ترشيح رئيس حزب الشعب الجمهوري للانتخابات الرئاسية، كما أن المتوقع
أن لا تعترض الأحزاب الأربعة الصغيرة في تحالف الطاولة السداسية، على أن يكون كليتشدار
أوغلو مرشح التحالف المعارض لرئاسة الجمهورية. وتبقى فقط موافقة رئيسة الحزب
الجيد، ميرال آكشنير، على هذا الترشيح.
المتوقع أن لا تعترض الأحزاب الأربعة الصغيرة في تحالف الطاولة السداسية، على أن يكون كليتشدار أوغلو مرشح التحالف المعارض لرئاسة الجمهورية. وتبقى فقط موافقة رئيسة الحزب الجيد، ميرال آكشنير، على هذا الترشيح
آكشنير في كلمتها بمدينة كوجالي، قالت إن والدها كان من أنصار حزب الشعب
الجمهوري، وأن هناك صورة تجمعه مع الرئيس الثاني للجمهورية التركية، عصمت إينونو،
قد يتم عرضها لاحقا. وذهب محللون إلى أن آكشنير بهذه التصريحات أعطت ضوءا أخضر لترشيح
رئيس حزب الشعب الجمهوري، فيما رأى آخرون أن رئيسة الحزب الجيد ترفض ترشيح كليتشدار
أوغلو كمرشح تحالف الطاولة السداسية للانتخابات الرئاسية. وهو ما أكدته تصريحات
آكشنير، الثلاثاء، في برنامج تلفزيوني، حيث قالت إنهم ليسوا مدينين لحزب الشعب
الجمهوري، لأنهم دفعوا ما عليهم في
الانتخابات المحلية الأخيرة، بل الآن حزب الشعب
الجمهوري هو مدين لهم. وشددت على أن كليتشدار أوغلو يحق له أن يترشح كما يحق لبقية
رؤساء الأحزاب الستة الترشح لرئاسة الجمهورية، مستدركة بأن قادة التحالف ليسوا
مجبورين على الموافقة على ترشيح كليتشدار أوغلو، وأنهم يريدون أن يكون مرشح
التحالف قادرا على
الفوز في الانتخابات، في إشارة إلى الشكوك التي تساور المعارضين
حول قدرة رئيس حزب الشعب الجمهوري على منافسة
أردوغان.
رئيس حزب الشعب الجمهوري الذي سيقوم بزيارة للولايات المتحدة في التاسع من
تشرين الأول/ أكتوبر، ليسوِّق نفسه أنه المرشح الأفضل لمنافسة أردوغان، يبدو الآن
متقدما على المرشحين الآخرين المحتملين، إلا أن ترشيحه لمنافسة رئيس الجمهورية
التركي في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الصيف القادم لم يتأكد بعد. وما
زالت هناك معوقات أمام ترشيح كليتشدار أوغلو، وتكهنات حول من سيكون مرشح التحالف
المعارض.
وزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية، دريا يانيك، لفتت إلى احتمال مثير، وقالت الأحد في برنامج
تلفزيوني، إن تحالف الطاولة السداسية سيرشح لرئاسة الجمهورية شخصية غير معروفة في
آخر لحظة، ليستفيد من عنصر المفاجأة، كما فعل في الانتخابات المحلية الأخيرة
بإسطنبول، مضيفة أن إمام أوغلو لو كان معروفا كما هو اليوم لما صوَّت له سكان إسطنبول.
هناك أمثلة أخرى لفوز شخصية غير معروفة في الانتخابات، مثل الرئيس التونسي قيس سعيد، الذي خدع الناخبين، وتظاهر قبل الانتخابات الرئاسية في 2019 بأنه يقف إلى جانب الشعب التونسي ويدافع عن ثورته، إلا أنه كشف عن حقيقته بعد فوزه، ليصطف مع قوى الثورة المضادة
إمام أوغلو، كما قالت الوزيرة، لم يكن معروفا لدى كثير من الناخبين حين تم
ترشيحه لرئاسة بلدية إسطنبول. ونجح في تقديم نفسه كمرشح مستعد لاحتضان الجميع، بمن
فيهم الناخبون المتدينون والمؤيدون لأردوغان، وذهب إلى مسجد ليتلو آيات من القرآن
الكريم، ووعد سكان إسطنبول بإجراءات ومشاريع نسي معظمها بعد توليه لرئاسة البلدية.
ولكن كثيرا من الناخبين الذين صوّتوا له في تلك الانتخابات أدركوا الآن أنه لم يكن
مؤهلا لتولي ذاك المنصب.
هناك أمثلة أخرى لفوز شخصية غير معروفة في الانتخابات، مثل الرئيس التونسي قيس
سعيد، الذي خدع الناخبين، وتظاهر قبل الانتخابات الرئاسية في 2019 بأنه يقف إلى
جانب الشعب التونسي ويدافع عن ثورته، إلا أنه كشف عن حقيقته بعد فوزه، ليصطف مع
قوى الثورة المضادة، ويغلق البرلمان، وينقلب على الإرادة الشعبية. ولذلك، أعرب رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي قبل أيام عن ندم
الحركة على التصويت لصالح قيس سعيد في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
التحالف المعارض سبق أن أعلن أنه لن يسمي مرشحه إلا قبيل
الانتخابات، كيلا تكون هناك فرصة لانتقاده وتشويه سمعته، إلا أن تكتيك خوض
الانتخابات بمرشح مفاجئ غير معروف قد لا ينجح هذه المرة، لأن الشعب التركي لن
ينتخب رئيسا لبلدية إسطنبول، وأن
تركيا ليست كتونس، كما أن مرشح المعارضة، سواء
كان معروفا أو مفاجئا، سينافس مرشحا بحجم أردوغان.
twitter.com/ismail_yasa