شنت
جماعات يهودية في أستراليا حربا على حكومة العمال التي قررت سحب اعترافها بالقدس
الغربية كعاصمة للاحتلال الإسرائيلي والتأكيد على تقرير مصير المدينة عبر المفاوضات.
وفي
تقرير أعده مراسل الشؤون الخارجية والدفاعية دانيال هيرست قال فيه إن قادة بارزين
في الجالية اليهودية بأستراليا وصفوا قرار حكومة أنطوني ألبانيز سحب اعترافها بأنه
"إهانة لا مبرر لها"، إلا أن النقد داخل الجالية لم يكن عاما.
وقال
عدد من قادة الجالية إنهم فوجئوا بقرار الحكومة عدم الاعتراف بالقدس الغربية
كعاصمة لإسرائيل ووصفوا طريقة معالجة الحكومة للموضوع بأنها "غير جيدة".
وفي
نفس الوقت قال برلماني عمالي إن الحكومة "لم تعالج بطريقة متقنة" موضوعا
حساسا و"ما كان عليها أن تصدر قرارات في السياسة الخارجية وسط نقاشات"،
وذلك بعد استدعاء وزارة الخارجية الإسرائيلية السفير الأسترالي طلبا للتوضيح.
وعبر
قادة في الجالية اليهودية عن دهشتهم من تقرير نشرته صحيفة "الغارديان"
في نسختها الأسترالية وكشفت فيه عن قرار يسدل الستار على قرار في عهد رئيس الوزراء
السابق سكوت موريسون واتصلوا مع الحكومة طلبا لتوضيحات.
اقرأ أيضا: أستراليا تتراجع عن الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لـ"إسرائيل"
ويفهم
أن عددا من ممثلي الجالية تلقوا معلومات يوم الإثنين أكدت أن القرار لم يتخذ بعد،
ليعرفوا لاحقا بأنه صدر، وذلك يوم الثلاثاء بعد لقاء الحكومة وإعلانه رسميا.
وقال
المجلس التنفيذي ليهود أستراليا إنه "يشعر بالخيبة" من القرار الذي
اتخذته الحكومة "بطريقة غامضة" وبدون استشارات عامة أو منح الرأي العام
فرصة لنقاشه. وقالت المجموعة إنه تم تقديم "قرار للرأي العام كأمر
واقع"، ولاحظ "بنوع من الأسف أنه تم إخبارنا بالقرار في يوم العطلة
اليهودية حيث يحظر علينا الرد علنا".
وجاء
في بيان المجلس: "هناك مفارقة مرة في اتخاذ الحكومة قرارها في اليوم الذي
يحتفل فيه اليهود بتلقي التوراة التي تعتبر الأساس الأخلاقي للحضارة
الغربية".
وأصدر
رئيس المجلس جيليان سيغال مع المدير التنفيذي المشارك بيتر ويرذيم وأليكس ريكتشين
البيان الغاضب بعد غروب شمس الثلاثاء. وقالوا إن توقيت قرار الحكومة كان مدفوعا
بالإثارة الإعلامية وأن "تغيير موقف أستراليا الدولي بهذه الطريقة الرديئة
يعتبر إهانة".
و"بعيدا
عن كونها سياسة فقيرة فسحب اعتراف أستراليا بأن القدس هي عاصمة لإسرائيل يعتبر
إهانة لا مبرر لها لحليف استراتيجي واقتصادي وبدون فائدة للأستراليين".
وأضافوا: "ليست هذه هي الطريقة لمعاملة حليف أدت المعلومات الإستخباراتية التي قدمها
لمنع هجوم إرهابي واحد حسب معرفتنا".
وقال
المدير التنفيذي لمجلس الشؤون اليهودية الإسرائيلية والأسترالية إن القرار
"مخيب" ويبدو هدفا لا معنى له.
ومع
ذلك لم يكن الشجب عاما لقرار وزيرة الخارجية بيني وونغ. فقد قال "صندوق
إسرائيل الجديد- أستراليا" الذي يدعم إسرائيل كوطن لليهود وديمقراطية لكل
المواطنين إن السياسة السابقة وضعت أستراليا "مع الأقلية العالمية".
وقال المدير التنفيذي للمجموعة ليام جيرترو إن التغيير يؤشر عن موقف
"متوازن" للحكومة الأسترالية في "التعامل مع النزاع الإسرائيلي –
الفلسطيني وبناء سياسات متوائمة وتشبه سياسات حلفائنا وشركائنا حول العالم ودعم
الحل السلمي".
ورحب
الصحافي أنطوني لويستين، مؤسس أصوات مستقلة لليهود الأستراليين وعاش في القدس
الشرقية ما بين 2016- 2020 بتحرك وونغ وأنه أوضح الموقف الأسترالي.
وقال: "المشكلة أن هذا لا يغير في الحقيقة أي شيء، فهو استمرار للوضع القائم الذي
لم يسمح لإسرائيل بتوسيع احتلالها، بل وجعله دائما"، ووصلنا "مرحلة الآن
أصبح فيها حل الدولتين مجرد تعبير وهمي يواصل الناس تكراره لكنه لا يعبر عن
الواقع على الأرض. وهذا
تغيير طفيف وجيد في اللغة، ولكن الواقع ألا شيء تغير سوى تعمق الاحتلال".
وانتقد
رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد ما وصفه بتحول "متعجل" في السياسة
الخارجية لأستراليا.
ورحبت
أندونيسيا بقرار حكومة ألبانيز وعبرت عن أملها في مساهمة السياسة الجديدة إيجابيا
في مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقالت
وزارة الخارجية: "تثمن أندونيسيا إعادة تأكيد أستراليا على التزامها بدعم الحل
السلمي للنزاع وبناء على حل الدولتين وضمن الحدود الدولية المعترف بها".
وانتقد
عضو عمالي من الجناح اليميني في الحزب الحاكم الأسترالي القرار وطريقة معالجته
السيئة. وقال النائب الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "لا زلت غير مصدق لما
حدث".
وفي
الوقت الذي وافق فيه برلمانيون على تسييس موريسون الموضوع قبل الانتخابات التكميلية في
وينتورث عام 2018 إلا أنهم توقعوا من الحكومة الحالية إجراء مشاورات لكي تحافظ على
ثقة المجتمع.
وقال آخرون داخل الحكومة إن موريسون قام باتخاذ القرار عام 2018 حيث أخبر وزيرة
الخارجية ماريز باين بالخطة عبر الهاتف وقبل يوم من إخبار الإعلام.
ورفضت
وونغ الكشف فيما إن تلقت الحكومة أي تمثيل رافض من الجالية اليهودية، مجادلة أنه
من غير المنطق "الكشف عن كل التفاعل بيني ومكتبي وأصحاب المصلحة"، مضيفة
أن "الحكومة لن تتردد في تقديم الدعم لإسرائيل والمجتمع اليهودي في أستراليا".
وقالت
إن القرار اتخذ صباح الثلاثاء في اجتماع للوزارة. مضيفة أنه يتواءم مع تصريحاتها
في كانون الأول/ديسمبر 2018 بأن حزب العمال سيلغي قرار موريسون.
وتابعت
وونغ أن قرار حكومة موريسون الاعتراف بالقدس الغربية كعاصمة لإسرائيل بدلا من ترك
الموضوع ليحل عبر مفاوضات السلام وضع أستراليا خارج نطاق الغالبية في المجتمع
الدولي.
و"كان
هذا تصرفا مدفوعا لخدمة الذات وغير ناجح للحصول على مقعد بانتخابات وينورث
التكميلية. وما رآه الناس في ذلك اليوم هو رئيس وزراء يلعب ورقة السياسة الخارجية
للحصول على أصوات في مقعد". ومثل بقية الدول واصلت أستراليا الاحتفاظ
بسفارتها في تل أبيب وليس القدس.
هل بدأت دول "الناتو" بالاستعداد جديا لحرب نووية مع روسيا؟
أستراليا تتراجع عن الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لـ"إسرائيل"
تصاعد عمليات المقاومة في القدس يثير مخاوف الاحتلال