شدد رئيس الهيئة العالمية لأنصار النبي،
محمد الصغير، على أن كل من يدعم
الاحتلال الإسرائيلي أو يستمر بتطبيع العلاقات معه يعد "شريكا في كل قطرة دم سُفكت في
غزة"، مشيرا إلى أن أزمة التطبيع العربي تظهر جلية في
مصر التي "تطبق الخناق" على القطاع
الفلسطيني.
وقال الصغير في حديث لـ"عربي21"، على هامش مهرجان لإحياء مناسبة مرور عام على معركة "طوفان الأقصى" في مدينة إسطنبول، إن "الطوفان أثبت أن أهل غزة في المقدمة وكل الأمة جاءت بعد ذلك"، حسب تعبيره.
وأضاف أن "هناك تخاذلا من حكام المسلمين"، لكن "يوجد بارقات تظهر من بعض الحكام"، مشيرا إلى كلمتي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بالولايات المتحدة الأمريكية.
وحول موقف الدول العربية من العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول /أكتوبر عام 2023، شدد الصغير على أن "كل من يساعد الاحتلال أو يستمر في دعمه أو التطبيع معه فهو مشارك في كل قطرة دم سفكت على أرض غزة ومشارك في هدم كل بيت هدم في غزة".
وأشار إلى أن "أزمة التطبيع العربي تظهر في صورة واضحة من خلال مصر، التي تطبق الخناق على غزة، ولا تحرك ساكنا إزاء احتلال محور صلاح الدين-فيلادلفيا".
ومحور فيلادلفيا، هو الشريط الحدودي الرابط بين الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة، ومصر، ويبلغ طوله 14 كيلومترا، من نقطة كرم أبو سالم شرق رفح إلى البحر المتوسط غربا، بمحاذاة الحدود المصرية.
واشترط الاحتلال، في معاهدة كامب ديفيد الموقعة عام 1979، أن يبقى على امتداد الشريط الحدودي بين غزة ومصر، للانسحاب من سيناء، وإبقائها منزوعة السلاح وإقامة معبر رفح فيها، ومنح مصر حق وجود قوات شرطية بأسلحة خفيفة.
ولكن مع انسحاب الاحتلال، من قطاع غزة، عام 2005، أجرى الاحتلال ومصر تعديلات على اتفاقية كامب ديفيد على شكل ملحق، عرف بـ"اتفاق فيلادلفيا"، ونص على السماح لمصر بنشر 750 عنصرا من حرس الحدود، على امتداد المحور، لمنع تهريب الأسلحة من سيناء إلى قطاع غزة، ومنع التسلل ومنع الأنشطة "الإرهابية والإجرامية" والانسحاب من المنطقة، وتسليمها للسلطة الفلسطينية.
وقال الصغير خلال حديثه مع "عربي21"، "نحن الآن ننظر إلى صهاينة العجم الذين يقاتلون على الأرض، ومعهم صهاينة العرب الذين يمدونهم أو يطبعون معهم"، مضيفا: "يعجبني أن أكتب تحت وسم #غزة_الفاضحة، لأن غزة فضحت هذه الأنظمة (العربية)"، على حد قوله.
ويواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على 41 ألف شهيد، وأكثر من 96 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وتاليا نص الحوار كاملا:
ما سبب حرصك على المشاركة في هذا المهرجان الذي يقام بمناسبة مرور عام على معركة "طوفان الأقصى"؟
نحن نقدم أقل القليل هذه المشاركة مشاركة مساندة لإخواننا في غزة وفي فلسطين، أنه بعد عام كامل هم في صمود وثبات ونحن ما زلنا معهم، هم في ميدان الجهاد ونحن في ميدان الدعاء.
لا تزال الأمة تنتظر كثيرا من علماء المسلمين في ظل العدوان على غزة والتطورات في المنطقة، ما هي الأدوار التي يجب على العلماء القيام بها في هذه المرحلة؟
حقيقة الطوفان أثبت أن أهل غزة في المقدمة وكل الأمة جاءت بعد ذلك، والشعوب قدمت بعض ما تستطيع، يوجد تخاذل تام من حكام المسلمين لكن يوجد بارقات تظهر مثل كلمة رئيس السنغال في الأمم المتحدة، وكلمة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وكلمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
هذه الكلمات الثلاث كسرت الصمت، وكنا نتمنى أن تكون هذه الكلمات أعم وأكبر.
لا زالت العديد من الدول العربية تطبع مع الاحتلال وترسل له الغذاء، كيف تقيم ذلك؟
كل من يساعد الاحتلال أو يستمر في دعمه أو التطبيع معه هو مشارك في كل قطرة دم سفكت على أرض غزة ومشارك في هدم كل بيت هدم في غزة. ونحن الآن ننظر إلى صهاينة العجم الذين يقاتلون على الأرض، ومعهم صهاينة العرب الذين يمدونهم أو يطبعون معهم.
هناك تضييقات كبيرة في العديد من الدول العربية ضد مظاهر التضامن مع فلسطين في ظل العدوان على غزة، كيف تعلق على هذا التضييق العربي؟
يعجبني أن أكتب تحت وسم #غزة_الفاضحة، غزة فضحت هذه الأنظمة، وفضحت أن الانقلاب على الربيع العربي صورته منع الصوت والمظاهرات، لكن يوجد بعض المظاهرات المشرفة مثل مظاهرات الأردن والمغرب.
هذه الأصوات تكسر هذه الحواجز، وتقول إن الحكومات إن طبعت ووقعت في الخيانة فإن الشعوب عصية على التطبيع.
ماذا عن الشعب المصري وموقعه من هذا الحراك الداعم لفلسطين؟
أزمة التطبيع العربي تظهر في صورة واضحة من خلال أن مصر الآن تطبق الخناق على غزة، بل حتى معادلة الاستسلام انتهكها الاحتلال وأصبح محور صلاح الدين-فيلادلفيا، محتلا الآن ومصر لا تحرك ساكنا.