قال الكاتب
الإسرائيلي رونين بيرغمان إن ادوارد سنودن نجح في إحراج السلطات الأمريكية مرة أخرى: ففي نهاية الأسبوع كُشف في صحف "الغارديان" البريطانية و"دير شبيغل" الألمانية و"نيويورك تايمز" الأمريكية عن أن وثائق جديدة عرضها رجل الاستخبارات الأمريكي الفار حول
التجسس الأمريكي والبريطاني على "إسرائيل".
وتجسست أمريكا بحسب ما كتب بيرغمان في افتتاحية يديعوت أحرنوت من شقة قال الأمريكان إنها لحارس مارينز يعمل في السفارة تطل مباشرة على نافذة ايهود باراك في أبراج إكيروف.
بيد أن معظم الانتباه المحلي بحسب بيرغمان انصرف إلى جهود التجسس التي وجهها الأمريكيون على إسرائيل وفي مقدمتها محاولات اعتراض تراسل بالبريد الالكتروني لجهات رفيعة المستوى في الحكومة. والحديث عن خانات بريد الكتروني تشتمل عليها البنية التحتية لانترنت المكتب الحكومي في إسرائيل "تهلاه" وتحميها وحدة "رام" التي هي فرع على قسم سايبر "الشباك" – ويُطلب إليها أن تواجه في كل يوم مئات وآلاف محاولات الاختراق.
ومن بين عناوين البريد الالكتروني التي كشف عنها سنودن بأنها هدف أمريكي عنوان لوزارة الدفاع ويستخدمه مكتب الوزير، وفي الفترة 2008 – 2009، استخدم مكتب وزير الدفاع باراك هذا العنوان للاتصال بالعالم الخارجي وبمكاتب حكومية أخرى، في حين انضم في مرحلة متأخرة أيضا رئيس مقر العمل يوني كورن. غير أن المعلومات المنقولة عبر البريد بحسب وزارة الدفاع ليست معلومات سرية في محاولة للتقليل من شأن التجسس.
ويشير بيرغمان إلى أن الهدف من التجسس هو معرفة القرارات المتعلقة بإيران واحتمال أن يصدر أمر بالهجوم على المنشآت النووية في الجمهورية الإسلامية.
أو ربما كان الأميركيون يبحثون عن معلومات حول البناء وراء الخط الأخضر، وربما كان قصدهم إحراز معطيات حقيقية عن المشروع الاستيطاني.
وأكد أن إسرائيل تعلم أن الولايات المتحدة تستعمل في داخل مبنى سفارتها في تل أبيب منشأة تنصت واعتراض للرسائل – ويضاف إلى ذلك الآن تقدير مُحدّث يقول إن الوكالة الأمريكية للأمن القومي نجحت في حل لغز "الاتصال الأحمر" المُشفر لجهاز الأمن المعروف لكثيرين باسم "حجر نفيس" – ووسائل تشفير متقدمة أخرى أيضا.
كما يفترض الكاتب أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تابعت وسائل البريد الالكتروني لسفارة إسرائيل في أبوجا عاصمة نيجيريا،وذلك بسبب تضعضع الوضع الداخلي في نيجيريا واستعداد حكومة نيجيريا لإنفاق مال كثير على صناعة عسكرية أجنبية وعلى هاي تيك – ومحاولة شركات كبيرة في الغرب أن تقتطع من الجزء الذي تملكه اليوم نحو من 30 شركة إسرائيلية.
وعلل الكاتب التجسس الأمريكي الذي وصل إلى حد اعتراض رسائل رئيس المنظمة الدولية لصحة الحيوانات بالقدرة التكنولوجية المتقدمة على القيام بجمع معلومات من كمية ضخمة من المكالمات في الهواتف المحمولة والخطية والبريد الالكتروني وحديث السكايب والرسائل النصية وغير ذلك.
كانت القدرة على الوصول إلى هذه الثروة الضخمة موضوعة أمام قادة الاستخبارات الأمريكية، فجمعوا كل ما يستطيعون. والذي أضر به الكشف عن وثائق سنودن هو مكافحة الإرهاب – التي حظيت بانجازات ضخمة في السنوات الأخيرة، ومنها القضاء على زعيم القاعدة أسامة بن لادن، بفضل التطويرات التكنولوجية في مجال التنصت والتعقب.