أكد المحلل
الإسرائيلي زلمان شوفال، أن الحرب ضد
تنظيم الدولة ليست حربا جدية، مشددا على أن ما هو أدهى من ذلك أن التقارب الأمريكي
الإيراني يُضعف الحرب ضد التطرف والإرهاب الإسلامي بشكل عام، على حد تعبيره.
وفي مقالته بصحيفة "إسرائيل اليوم"، الاثنين، قال شوفال: قد يكون مبالغا فيه تسمية الحرب ضد تنظيم الدولة بـ"الوهمية"، لكن يصعب عدم رؤية جوانبها الوهمية غير الحقيقية.
ونوه في مقاله الذي اطلعت عليه "
عربي21" إلى أنه فجأة تم إرضاء تركيا حيث بدأت بهجوم شديد على الأكراد (الحلفاء الناجعين الوحيدين للولايات المتحدة في هذه الحرب...). وقال إن مسرحية الرئيس التركي أردوغان شفافة تماما: بعد أن تلقى ضربة في انتخابات حزيران، قرر أن يجرب حظه مرة ثانية وأن يركب موجة القومية الإسلامية التركية ضد الأقلية الكردية في بلاده، التي كان نجاحها في الانتخابات العائق أمام فوزه. وأشار إلى أن الحرب ضد داعش، بالنسبة لأنقرة، مجرد أمر مشروط، أي هي ليست أكثر من لعبة سياسية لأردوغان ولحزبه الإسلامي.
ولفت إلى أن الاتفاق النووي تسبب بوضع سياسي متناقض، الأمر الذي أدى إلى تأثيرات جيوسياسية واستراتيجية على كل المنطقة، مؤكدا أنه يجري في واشنطن مؤخرا جدل حول من هو الأخطر على الولايات المتحدة من التنظيمات الإرهابية السنية، "داعش" أم "القاعدة".. لكن بسبب العلاقة الآخذة في التعاظم مع طهران، فيبدو أن الولايات المتحدة تغض النظر عن دور إيران الرئيس في الإرهاب الدولي والإقليمي.
وقال شوفال إنه يصعب التحرر من انطباع أن التشديد على تهديد تنظيم الدولة يهدف إلى تبرير التقرب والحميمية النسبية مع طهران، أحيانا التعاون التكتيكي غير المعلن الذي قد يكون استراتيجيا في المستقبل.
وأكد أن واشنطن، مثل أغلبية الدول الأوروبية، ترفض الاعتراف بحقيقة أنه رغم الفوارق والعداء بين الجهات الإسلامية على اختلافها، سواء كانت سنية أم شيعية بقيادة طهران، فإن العالم الحر يخوض صراعا شاملا بعيد المدى مع الجهاد الإسلامي بكافة أنواعه.
وقال إن التقارب بين واشنطن وطهران لا يخدم الصراع ضد الإرهاب الإسلامي، أو ضد تنظيم الدولة؛ بل يلحق الضرر بهذا الصراع، لأن الجهات السنية المعتدلة التي هي الحليفة التقليدية للولايات المتحدة في المنطقة والشريكة الرئيسة ضد تنظيم الدولة والمستهدفة منه، تنظر بامتعاض إلى العلاقة التي يتم نسجها بين واشنطن والعدوة طهران.
ونقل عن المحلل في "نيويورك تايمز" ديفيد بروكس قوله إن "إيران هي تجسيد لنظام مطلق، متطرف، مسيطر ومليء بالكراهية، وإذا اعتقد أحد أن التطرف سيصبح أكثر مرونة في أعقاب رفع العقوبات وغيرها، فهو غير واعٍ لما يحدث في الشرق الأوسط في العقود الأربعة الأخيرة".