ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني
بلير، زعم أن
تنظيم الدولة في العراق وسوريا يحظى بدعم واسع في أجزاء من المجتمعات المسلمة.
ويشير التقرير إلى أن رئيس الوزراء السابق حذر من هجمات واسعة على أوروبا، أكبر من هجمات باريس، حيث أثنى على قرار النواب البريطانيين الموافقة على توسيع الضربات الجوية إلى
سوريا، قائلا إن تنظيم الدولة لديه "جذور عميقة" في الدول الإسلامية.
وتلفت الصحيفة إلى أن بلير كان يتحدث في مكتبة الكونغرس، حيث ألقى محاضرة هنري كيسنجر، التي مضى عليها سبع سنوات. وقال إن القرار البريطاني "مهم". وأضاف أن "العداء الفطري بين الإسلام والغرب لا يقتصر على مجموعة معينة، فمن يؤمنون بفكرة الخلافة ونهاية العالم، التي تعد جزءا من دعاية (داعش)، ليسوا قليلين في المجتمعات الإسلامية".
ويفيد التقرير بأن تصريحات بلير تصادق عما جاء في خطاب رئيس الوزراء ديفيد
كاميرون، الذي دعا إلى مواجهة خطاب التطرف، بالإضافة إلى المدافعين عن الأيديولوجية المتطرفة.
وتبين الصحيفة أن وزير العدل الحالي مايكل غوف، تعرض لانتقاد عندما انتقد الوزراء بأنهم "يضربون جسد التمساح عندما يقترب من القارب، بدلا من تجفيف المستنقع". وصادق بلير على هذه الفكرة، ولكن في سياق أوسع، عندما قال إن هناك قطاعا واسعا من المسلمين ممن يتعاطفون مع التطرف، وأضاف: "طبعا، ترفض غالبية المسلمين (داعش) والجهادية والإرهاب الذي يدعو إليه، ولكن هناك وفي عدد من الدول الإسلامية أعداد كبيرة تؤمن بأن المخابرات الأمريكية (سي آي إيه) واليهود هم من يقفون وراء هجمات 11/ 9، وهناك شيوخ يطالبون بقتل غير المسلمين والملحدين، أو يدعون إلى الجهاد ضد اليهود، وممن لديهم أتباع يعدون بالملايين. وهذه الأيديولوجية لديها جذور عميقة، وعلينا أن نحفر عميقا حتى نقتلعها".
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أن بلير في حديثه عن الخلافة ونهاية العالم، يشير إلى إيمان تنظيم الدولة بالمعركة الأخيرة، التي سيكون مكانها في مرج دابق في سوريا. ويقول بلير إن تنظيم الدولة والقوى المتحالفة معه، بالإضافة إلى الداعمين له، تجب هزيمتهم في سوريا والعراق وليبيا وشبه جزيرة سيناء ومناطق في الصحراء الإفريقية.
وتنقل الصحيفة عن بلير قوله: "هزيمة (داعش) هي البداية المهمة، والقوة وحدها لا تكفي. فالتحدي يذهب أعمق وأبعد من المذابح التي يرتكبها الجهاديون المجانين، ويجب مواجهة الأيديولوجية الإسلامية".
ويضيف بلير:"يمكن تحقيق هذا، من خلال تحالف مع الأصوات المعتدلة والعقلانية في داخل الإسلام، المصممة على استعادة سمعته واسمه من المتطرفين. والفشل المستمر بالاعتراف بالتحدي الأكبر، وبناء وسائل لمواجهته، سيؤدي إلى هجمات ينظمها الإرهابيون، وستكون أسوأ مما حدث في باريس، وستترك آثارا على المسلمين الشرفاء الملتزمين بالقانون".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن بلير قال عن الدور البريطاني الجديد في سوريا: "بالنسبة لأوروبا، فإن هناك حسابات كبيرة يجب اتخاذها؛ لأن التهديد الإرهابي يقف على بابنا. وفي الحقيقة هو موجود داخل بيوتنا. ولدينا مصلحة كبيرة في هزيمته، وهو ما يجعل التصويت الأخير في مجلس العموم مهما. وعلى أوروبا أن تخلق في داخل دولها القطرية قدرات قتالية لا تسمح لنا بالقيام بدورنا فقط، ولكن بالقيادة".