نشر موقع "غلوبال بوست" تقريرا للصحافي ستيفين شنايدر، عن
عبد الله مفلحي، الذي قام بتصوير مقتل
ألتون ستيرلنغ في
باتون روغ في لويزيانا، حيث إنه أصبح موضوع حادثة
الشرطة هناك.
ويشير التقرير إلى أن مفلحي مسلم، ولد في اليمن، وتربى في منطقة ديترويت، وذهب عام 2010، وهو في بداية العشرينيات من عمره، إلى باتون روغ؛ ليفتح متجرا سماه "تريبل أس فود مارت"، وكان يعرف عائلة ستيرلنغ، حيث كانوا زبائن عنده.
وينقل شنايدر عن مفلحي قوله إن "ألتون ستيرلنغ كان زبونا دائما، وكان صاحب قلب كبير، وكان دائما يعطي للمجتمع، ودائما يحاول مساعدة أي شخص ينقصه أي شي يحتاجه، فكان يدخل حينها ويدفع الباقي عنه، لقد كان رجلا لطيفا".
ويذكر الموقع أن مفلحي قام باستخدام هاتفه لتسجيل الفيديو الذي عرف منذ حينها بـ"بالفيديو الثاني" لمقتل ستيرلنغ، حيث رأى مشهدا بشعا يحصل أمام متجره، ثم رأى رجال الشرطة يقصدونه.
ويقول مفلحي: "ألقوا بي في المقعد الخلفي لسيارة الشرطة لمدة أربع ساعات تقريبا، وكان الجو حارا، وكان المقعد ساخنا، وعندما قلت للشرطة بأنني أحتاج لأن أستخدم الحمام، قام شرطي باصطحابي إلى خلف بناية، كانت بناية قريبة لنا، وقال لي يمكنك أن تقضي حاجتك هنا، وكان الناس يمرون من هناك ليروا ماذا يحصل أمام المتجر".
ويضيف مفلحي أن الأمر كان محرجا، "حيث ظن كثير من الناس أنني معتقل، أو أن لي علاقة بما يحصل".
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، نقلا عن مفلحي، قوله إنه وضع في سيارة شرطة لساعة أخرى في مرآب السيارات التابع لمتجره، ثم أخذوه لمحطة الشرطة للاستجواب، ويضيف: "أغلقوا علي في غرفة بمعزل عن بقية الشهود، وسمحوا لي بالخروج لأدلي بشهادتي، ثم ألقي بي في المقعد الخلفي لسيارة شرطة أخرى أعادتني"، مستدركا بأنه لدى عودته، وجد أن عناصر الشرطة وضعوا شريطا حول المتجر، ومنعوه من الدخول.
ويقول مفلحي إن عناصر الشرطة لم يبرزوا أي مذكرة تفتيش، مشيرا إلى أنهم صادروا جهاز تسجيل كاميرات المراقبة، الذي سجل الحادث كله من أوله إلى آخره.
ويكشف الكاتب عن أن مفلحي سيقاضي ضباط شرطة باتون روغ، الذين احتجزوه، كما سيقاضي إدارة الشرطة والمدينة، ويقول: "لقد انتهكوا حقوقي، كنت مجرد شاهد على مشهد تسبب لي بصدمة، وتركني غير متزن عاطفيا".
ويستدرك التقرير بأنه رغم أن شرطة باتون روغ صادرت جهاز هاتفه ليلة مقتل ستيرلنغ، وبقي معهم لمدة خمس ساعات، إلا أنه من الواضح أنهم لم يعرفوا ماذا يحتوي، مشيرا إلى أن مفلحي قام مع محاميه، بنشر الفيديو الذي سجله على جهازه في اليوم التالي.
وبحسب الموقع، فإن الفيديو شوهد عشرات الآلاف من المرات، وجذب الكثير من التعليقات، بعضها سيئ ويشير إلى حادث إطلاق النار على ضباط الشرطة في دالاس، الذي جاء بعد مقتل ستيرلنغ بأيام، ويقول مفلحي: "يلومونني أنا فقط، كثير من الناس يلومونني على ما حصل في تكساس، كانت هناك تعليقات مثل: ما حصل في دالاس كان بسبب المسلم في باتون روغ، حتى إن مجرد تكرار كل شيء قالوه عني أمر صعب".
ويلفت شنايدر إلى أن مفلحي يقول إنه توقف عن متابعة مواقع التواصل الاجتماعي تماما؛ لأنها أصبحت تزعجه، و"تقلب معدته"، وتصيبه بالأرق في الليل، ويضيف: "أخشى بأن ينقلب هذا كله علي انتقاما، وأخشى أن يقوم شخص بإيذائي، أو إيذاء عائلتي، وقد تأثر عمل متجري، وأفسدت هذه الحادثة حياتي شيئا ما".
ويفيد التقرير بأن هناك دعما لمفلحي من بعض زبائنه، بمن فيهم عمة ألتون ستيرلنغ، التي طلبت من مفلحي أن يتحدث خلال جنازة ابن أخيها.
ويختم "غلوبال بوست" تقريره بالقول: "حاولنا الاتصال بسلطات باتون روغ، لسماع القصة من جانبهم، فردت علينا مدعية المنطقة ليا آن باتسون برسالة إلكترونية تقول فيها: السياسة المتبعة لدينا تحتم علينا عدم التعليق على دعاوى مرفوعة".