من نعم الله وفضل تدبيره الحكيم أن نجاح الديمقراطية في أهم دولة
إسلامية (كتركيا العلمانية المستغربة رسميا منذ 100 عام!!؟) يشمل كل الشعوب
العربية التي أجهض أمل ربيعها الواعد بشكل انقلابي دموي مأساوي عجيب ومريب... على
رأسها الجزائر 1991 وسوريا 2011. ومصر 2013، وليبيا 2014، واليمن 2015، وتونس 2022 !!...
لكن نجاح الديمقراطية التركية سيعوض الخسارة
العربية ويواسي ضحاياها بالملايين على المدى القريب ويحرج حكامها الحاليين ويعريهم
أمام شعوبهم المقهورة والمغدورة ويضمن مستقبل كل الأمة الإسلامية ذات الملايير من
المؤمنين بالله والوطن والحرية على المدى المتوسط والبعيد إذا بقيت هذه التجربة
التركية الفريدة التي استبدل بها الله أخيار الأمة بأشرارها والتي أقامت كل أعداء
امة الاسلام في الخارج والداخل من الفاعلين الحقيقيين ومن المنفعلين ونواب الفاعل
الموسميين !؟
وهذا ما يخيف حكام الدول "التوريثوقراطية" والانقلابية
العربية والغربية على حد سواء التي تكتلت كلها في حلف واحد لإحباط التجربة التركية
الناجحة التي حاربتهم بسلاحهم، (الديمقراطي) الفتاك وخاطبتهم بمنطقهم بعد إحباط
انقلابهم العسكري الغادر ضدها سنة 2016 (على غرار الطريقة العربية في طبعاتها
المستنسخة مشرقا ومغربا) والمتواصلة حتى الآن في تونس والسودان.. والحبل على
الجرار والسكين في يد الجزار !!؟؟
إننا متأكدون بعدم وجود وسيلة لكسر شوكة المسلمين وتدميرهم أضمن
للعدو من الحكم العسكري لقتل الحرية والديمقراطية...
ولا أمل في كسر هذه القاعدة المدمرة لأمة التوحيد إلا توخي
التجربة التركية السياسية والصناعية والسيادية... لأن كل أنواع التخلف والدونية
المفروضة على الأمة يعود إلى الحكام المفسدين المعينين بالتوريث والانقلاب
والتزويروقراطية..
نجاح الديمقراطية (أو الشورا قراطية) التركية سيعوض الخسارة العربية ويواسي ضحاياها بالملايين على المدى القريب ويحرج حكامها الحاليين ويعريهم أمام شعوبهم المقهورة والمغدورة ويضمن مستقبل كل الأمة الإسلامية ذات الملايير من المؤمنين بالله والوطن والحرية على المدى المتوسط والبعيد إذا بقيت هذه التجربة التركية الفريدة التي استبدل بها الله أخيار الأمة بأشرارها والتي أقامت كل أعداء امة الاسلام في الخارج والداخل من الفاعلين الحقيقيين ومن المنفعلين ونواب الفاعل الموسميين !؟
وإذا عوض الله الأمة من فضله بقائد مدعم من شعبه على رأس أولى دولها
القوية الواعدة القائمة على "الشوراقراطية.".. فسيتبسم القدر للشعب
التركي العظيم في استحقاقه المصيري بدفن سوأة الكفر مع التخلف والفقر والردة
العسكرطارية...!؟ لتعود للمسلمين عوامل الوحدة والقوة والحرية المبدعة للأرقام
العربية أساس النهضة الصناعية والتقنية والحضارية...
ومن أصعب المعضلات التي تواجه القائد المسلم هو طاعة ربه في حكمه مع
توقع أسوأ المؤامرات الانقلابية..!؟ لأن الأعداء لا يفتؤون يخططون لمنع المسلمين
من تجديد وحدتهم وتشييد أعظم الحضارات المتكاملة العناصر المادية والأخلاقية...!؟ وهو
ما لا يتحقق إلا بحكم الأغلبية واعتماد لسان القرآن كما كان قبل ظهور العصبيات
القبلية والنزعات الانشطارية..كالفارسية الصفوية والطورانية التركية والنزعة العنصرية للهوية
القبطية والكردية والبربرية والعربية البعثية القومية السورية والعراقية.
وبهذا التجديد سيهزم الشعب المسلم الحر الموحد جميع الأحزاب الطائفية
ويزيل ألوانها ويحطم صلبانها على صخرة الراية الهلالية.. لأن الإسلام ليس دينا خاصا
بأرض أو شعب بذاته بل هو فوق كل الأعراق والألوان الجغرافية..ولسانه مرتبط بكتابه المتعبد بنصه العربي الموجود قبل آدم وكل
أبنائه على اختلاف أجناسهم وهوياتهم الثقافية.. ولا يكون المسلمون أمة
واحدة إلا باعتبار لسان القرآن وسيلة التواصل بينهم كما سادوا في
القرون الخالية..!؟
ولو حقق محمد الفاتح رغبته في تعريب لسان الخلافة لما تمكن خلفه من إجراء
عملية المسخ الممنهج لهوية الشعب التركي وقطع صلته بأمته العريقة وإلحاق نسبه بأمة
غربية افتراضية..!.جهلا منه أن عبقرية الإنسان في قيمه الأصيلة وليست في المظاهر
الفلكلورية المفروضة عليه في اللباس بطرق مأساوية.. لم يشهد لها التاريخ مثيلا في
بتر شعب كامل عن أصله وجعله أميا بتغيير لسانه وحروفه الهجائية... فصار بين عشية وضحاها كمولود جديد وطفل صغير يتعلم النطق
والقراءة والكتابة في الحضانة الابتدائية.
وهذا الوضع المشين قد يتم تداركه من الحكام الحاليين بتصحيح خطأ
السابقين لتجاوز هذه الوضعية الاستثنائية...!؟ بحيث سيتمكن المسلم من التواصل مع
أخيه المسلم في كل مكان بلسان القرآن كحال شعوب الجامعة العدنانية. فلو كان صلاح الدين الأيوبي قوميا كرديا خارج الأخوة الإسلامية
لبقيت القدس إلى الآن تحت الراية النصرانية...!؟ ولو بقي لسان القرآن جامعا
للمسلمين لما تمزقت أرض الخلافة إلى كيانات متصارعة على الحدود القبلية العرقية
واللسانية.. وإن فوز الشعب التركي بالديمقراطية سيكون له أثر أوضح على مستقبل
الأمة الإسلامية من الثورة الإيرانية.. التي انخدع بها المسلمون
لولا الربيع العربي الذي كشف حقيقتها الطائفية والقومية على الأرض العراقية
والسورية اللبنانية !!.
أما الحالة التركية فقد أتت بعد مخاض عسير ومسار طويل من التجارب
المتوجة بدولة متكاملة العناصر والوسائل الدفاعية. وكما فرح المؤمنون الأولون
بنصر الله يوم بدر يفرح أخلافهم اليوم بهذا النصر المبين للملايين من الأمة
المليارية!! ولو كانت الديمقراطية دينا غير الإسلام لاعتنقه الشعب التركي
الذي حطم الرقم القياسي العالمي في المشاركة الانتخابية..!؟ لتظل الشورى التركية
الملزمة رائدة في العالم الإسلامي كما كانت رائدة في ملاحمها الجهادية ضد الهجمات
الإسبانية..!؟ وتبقى قدوة حسنة لكل الشعوب المسلمة التي ماتزال تكتم إيمانها
وأنفاسها على أرضها تحت سطوة الأنظمة الاستبدادية..!؟
بإحباطها للانقلاب العسكري واعتبار الديمقراطية أفضل وسيلة لتنظيم
التداول على السلطة بانتخاب الأقدر تحت الرقابة القضائية..!!؟ وقد كان القضاء على
الثورات العربية الحالية أشبه بسقوط الأندلس جراء خيانات ملوك طوائفها الانعزالية
والأنانية..والله أعلم بنفوس من خلق من عباده المستخلفين الخائنين والصادقين
وأدرى بالمخلصين منهم والقادرين على حمل الأمانة الرسالية..
ولذلك نقلها من خائنيها السفهاء في بلاد المشرق والمغرب إلى عباده
المؤهلين بإذنه لتبليغ آخر الرسالات السماوية..!؟
وهم خير الأمراء الفاتحين لعاصمة الكنائس الشرقية والغربية وآيات
الإبداع في تشييد المساجد بأرقى فنون الهندسة المعمارية.!؟
وقد كان الرئيس الشهيد عدنان مندريس أول ضحايا انقلاب الخفراء
المجددين لمحاكم التفتيش عن المشاعروالمظاهر الإيمانية.
وتلاه الرئيس الشهيد محمد مرسي الضحية الثانية للشوراقراطية في قلب
الأمة الإسلامية على أيدي نفس الطغمة الاستئصالية..!؟ لتفريغ الساحة السياسية من
أية حرية أو تعددية أو عدالة اجتماعية أو سلطة رابعة بوسائلها الإعلامية.
وإن نجاح التجربة التركية في هذا المجال يعادل فتح الأستانة الذي جدد
ومدد لقرون في عمر الخلافة الإسلامية.. وإن تنفيذ وعد الله بتمكين عبده المخلص لدينه وأمته سيعيد بإذنه
أمجاد أسلافه المؤسسين للخلافة العثمانية.
الذين لهم الفضل في نصرة إخوانهم المرابطين على الثغور لصد غارات
الأسبان على وهران وتونس وبجاية الحمادية .!؟
ويشاء القدر أن يكون عام إلغاء الخلافة من أعدائها هو عام استرجاعها
لأبنائها الرافضين للردة العلمانية..!؟ إيمانا منهم بأنه لا استقرار ولا إسلام بلا
قيادة شرعية تنقله من الوجدان إلى الميدان بالصدق والشفافية.. في مكاشفة الشعب وإشراكه
في أمره بالشورى الملزمة عن طريق التطبيق الصارم للقانون والرقابة الجماعية..!؟.ولهذا صارت الديمقراطية مصنفة من تلك الدول المعادية للحرية ضمن
المواد المحظورة على سكان محمياتها الثقافية والإدارية.مثل السلاح النووي الذي تحتكره لنفسها وتحرمه على غيرها من الدول
السيدة المستقلة الرافضة لسياستها الاحتكارية..!؟
وتواجههم بالتهم والقوانين الجاهزة للتلفيق والتطبيق بمعايير مزدوجة
فاضحة في التمييز العنصري بين حقوق الإنسان الفلسطينية والاكرانية...!!
لو كان صلاح الدين الأيوبي قوميا كرديا خارج الأخوة الإسلامية لبقيت القدس إلى الآن تحت الراية النصرانية...!؟ ولو بقي لسان القرآن جامعا للمسلمين لما تمزقت أرض الخلافة إلى كيانات متصارعة على الحدود القبلية العرقية واللسانية.
لكن سنة الله في خلقه تأبى الظلم والاختلال في الحكم وتحتم على الناس
التدافع ليعيشوا حياتهم الإنسانية... ونعتبر هذا النصر المفاجئ للمؤمنين أشبه بفتح مكة للمسلمين
وأخذها من المشركين سلما بالحكمة والمشيئة الإلهية. ونعتبر هذا الفتح المزدوج
للمسلمين أكبر انتقام رباني لشهداء الربيع العربي من كل الرؤوس الشيطانية بوجوهها
الإجرامية...!؟
وخلاصة القول أن المعادلة التي حكمت تاريخ المسلمين (حكاما ومحكومين)
هي أن الذين يريدون منهم لا يقدرون والذين يقدرون من الحكام لا يريدون بل وقد
يخونون أوطانهم وشعوبهم لخدمة مصالح اعدائهم ولو تعارضت مع مصالح اوطانهم مغلبين
البطني على الوطني !!؟؟
وفي زلزال هذا القرن المدبر من لدن حكيم عليم خبير بعباده الذين
يريدون ويعملون على توفير ما يجعلهم يقدرون على تحقيق ما يريدون وفي ذلك كل الامل
في تحقيق ما يريده المسلمون مما ثبت للعالم أجمع من الفرحة العارمة التي عمت أكثر
من 50% من ملياري مسلم فوق الكرة الأرضية من جاكارطة إلى دكار تحت كل الأنظار !؟
فتصبح العين بصيرة واليد قوية القبضة وغير قصيرة فيستبدل بها مدبر
الكون ماهو أعلى بالذي هو أدنى مما فرضه الاعداء المتربصون بالأمة منذ قرون!!؟؟؟
ومما يبرر هذا التفاؤل المشروع لدينا هو توفر وسائل تحقق هذه
المعادلة الذهبية السالفة الذكر في اجتماع الرغبة والإرادة بين أيدي الحاكم
والمحكوم في الوقت ذاته دون عائق يقف في طريقه نحو تحقيق أهداف الفرد في الأمة
التي لا تجتمع على ضلالة أبدا بالنسبة لغالبية الأفراد المحكومين في بلاد المسلمين. كما أثبتت لنا كل التجارب عبر السنين !!
وهذا هو مبدأ "الشوراقراطية" الملزمة للحاكم والمحكوم وهي
قمة ما توصلت إليه النظم الديمقراطية في الدول الغربية.
وقد ظل هذا الشرط مفقودا عند الحاكمين غير الخاضعين في وجودهم إلى
إرادة المحكومين من شعوبهم في الأمة الإسلامية وهذا هو سبب الخلل الذي عقد المعضلة
المتواصلة بشدة حتى الآن بين الذين يريدون ولا يقدرون والذين يقدرون ولا يريدون
!!؟
وما حدث في
تركيا القوية بالديمقراطية الشعبية التي تمسك بالعصمة في
يد الأغلبية لتطليق الحاكم الخادم الخارج عن خريطة الطريق !؟!؟
وها هي بعض معالمها الخاصة بوحدة الأمة الإسلامية كما خطها الرئس نجم
الدين أربكان المهندس المعلم للرئيس المنتخب الطيب أردغان الذي يعتزم وضع المخطط
حيز التنفيذ والذي يلخصه أستاذه (قبل 30 سنة) في النقاط التالية:
أولا ـ يبلغ عدد المسلمين الآن مليارا ونصف المليار مسلم لديهم 56
دولة ومئتي تجمع للمسلمين منتشرة في جميع أنحاء العالم ؛فيجب على هؤلاء أن يؤسسوا
منظمة للدول الإسلامية دون حاجة للتوسل إلى بطرس غالي أمام مبنى الأمم المتحدة ؛بل
أنهم لو وفقوا لإقامة هذه المنظمة فإن دول العالم جميعها هي التي سوف تأتي للتقرب
منهم .لأنهم يملكون كافة القوى التي تؤهلهم إلى ذلك !؟
ثانيا ـ السعي لتأسيس حلف إسلامي عسكري للدول الإسلامية يدافع عنها وعن حقوقها وعن
أراضيها وعن شعوبها على غرار الحلف الأطلسي .!!
ثالثا ـ السعي لإقامة سوق إسلامية مشتركة ترعى مصالح الدول الإسلامية
على غرار السوق الأوروبية المشتركة .
رابعا ـ سك عملة إسلامية مشتركة .
خامسا ـ إقامة منظمة ثقافية للدول الإسلامية على غرار منظمة
اليونيسكو .
وهذا الشرط الأخير في الترتيب والأهمية هو الوحيد الذي تحقق حتى الآن!!؟
وبعد أن يحلل المهنس أربكان اهم الابعاد ويعدد الفوائد القريبة
والبعيدة التي ستحصلها الدول الإسلامية مجتمعة من تحقيق هذا المشروع الممكن
بالإرادة والسيادة يربط ذلك بشرطين أساسيين آخرين فيقول: أريد أن أؤكد هنا على
جانبين هامين :
الجانب الأول: هو أن يكون هذا الاتحاد تحت هيمنة الدول الإسلامية فقط
ولا يكون لأية دولة غربية نفوذ فيه أو سلطان عليه .
الجانب الثاني: هو المبدأ الذي يجب أن تؤسس عليه هذه المنظمة أو هذا
الاتحاد وهو مبدأ الحق وليس مبدا القوة بحيث تكون القوة خادمة للحق ومعينة على
إقراره وتحقيقه !؟؟ ))
وهذا ما قرأناه في برنامج الرئيس المنتخب الطيب
أردوغان لإنشاء اتحاد
الدول الناطقة بالتركية في المرحلة الأولى الممكنة التحقق والقابلة للتوسع إلى
الدائرة الكبرى فالأكبر بقدر انتشار القدوة والقدرة التركية في "الشورا
ديمقراطية "التي يطبقها الأعداء عندهم ويحاربونها بشراسة في بلداننا
الإسلامية بالانقلاب ضد أي نوع من الانتخاب خارج الدائرة المرسومة
"للتوريثوقراطية" و"التزويروقراطية" المفروضة على محمياتها
عندنا في غياب إرادة شعوبها أو تغييبها عن تقرير مصيرها مثل الشعب التركي الشقيق
الذي خرج عن طوق حمايتها وعقد العزم على تطبيق خريطة الطريق المرسومة بالانتخاب
وليس بالانقلاب.