تسود حالة من الغضب في الأوساط الإسرائيلية، بسبب عجز جيش
الاحتلال في التعامل مع ظاهرة
المقاومة المتزايدة في
جنين، التي تكبد فيها الاحتلال خسائر بعد وقوعه في كمين أدى لإصابة سبعة من جنوده وإعطاب بعض الآليات بسبب العبوات المتفجرة.
وتتزايد الأوساط اليمينية في دولة الاحتلال، المطالبة بتنفيذ
عملية واسعة في الضفة الغربية، بالتزامن مع عدم قدرة جيش الاحتلال على مواكبة حجم الإنذارات حول الهجمات المتوقعة.
أمير بوخبوط المراسل العسكري لموقع ويللا، أكد أن هناك عدة أسباب تقف خلف عدم موافقة وزير الحرب يوآف غالانت للشروع في عملية واسعة النطاق في مخيمات جنين ونابلس، أهمها حجم الأضرار الجانبية المتوقعة، والخوف من الانتقادات الدولية، مع التركيز على الولايات المتحدة، فيما تنشغل حكومة اليمين بتحقيق تقدم في العمليات السياسية الجارية في المنطقة، حيث لم تتم دعوة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لزيارة واشنطن على الإطلاق، وهناك عدد غير قليل من مسؤولي وزارة الحرب يخشون أن الوضع قد يتدهور بسبب البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، لذلك يحاول الجميع "السير على أصابع أقدامهم".
وأضاف في
تقرير ترجمته "عربي21" أن أسبابا أخرى تحول دون تنفيذ العملية تتمثل بأن مقاتلي مخيم جنين يزدادون قوة، وقاموا بإنشاء شبكة من المراقبين مع أجهزة الراديو، ليتم الإبلاغ عن أي مركبة مشبوهة وتحرك غير عادي في المنطقة، وحينها يتم تشغيل صفارات الإنذار في أنحاء المخيم، ووجود مسلحين بعبوات ناسفة وزجاجات مولوتوف وصخور وخزائن من الأسطح.
وإذا تفاقمت الحادثة، يتوجه المسلحون إلى النقاط الرئيسية لإحباط أي اقتحام بالذهاب إلى قلب المخيم، ولهذا السبب يصبح كل اقتحام للمخيم، بما فيها الوحدات السرية، معقدا للغاية.
وأشار إلى أن التخوف الإسرائيلي يصل إلى حد أن الانخراط في قلب المخيم قد يؤدي لسيناريو مرعب، لافتا إلى أن الجيش ليس معدا للتعامل مع مواجهات تشمل تفجير عبوات ناسفة، بل نيران أسلحة خفيفة.
رون بن يشاي الخبير العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، أكد أن عبوات ناسفة زرعت على طول طريق خروج القوات في المخيم، وهناك حاجة لإجابة عاجلة للسؤال عن سبب عدم كشف المخابرات عن مكانه مسبقا.
وأضاف في
مقال ترجمته "عربي21" أن عملية الكمين تكشف أن قوات الاحتلال أمام مسألة وقت فقط قبل أن يطور المسلحون وسائل وأساليب عملية لوقف عمليات الاعتقال والاغتيالات.
وأشار إلى أن تطورات الأحداث في الضفة الغربية أكدت أن قوات الاحتلال ليس فقط هي التي طورت أساليبها القتالية لتنفيذ عملياتها الخاصة للغاية، بل إن الفلسطينيين أتقنوا أيضا أساليبهم الدفاعية ضد عمليات "الاختراق العميق" للجيش والشاباك والوحدات الخاصة، خاصة زراعة العبوات الناسفة السائبة على طول هذه الطرق، وبعد أن بدأت عبوات ناسفة بدائية الصنع خفيفة الوزن والقوة، لكنها في الأشهر الأخيرة ارتفع وزنها إلى عشرين كغم من المتفجرات، يتم تفعيلها عن بعد عبر الهواتف المحمولة.
ومن أجل هذه المخاوف، فقد قرر جيش الاحتلال حماية الهيكل السفلي لمركباته العسكرية التي تستخدمها القوات الخاصة في العمليات العميقة في مخيمات اللاجئين، علما بأن الظاهرة ليست جديدة، فقد واجهها جيش الاحتلال في عملية السور الواقي 2002، وشكلت تحدياً له في مخيمات طولكرم وبلاطة.
كما جرّب جيش الاحتلال عبوات أكثر تعقيدًا وفتكًا في لبنان، قادرة على اختراق أي مركبة مصفحة، وقتل جنودها، أما عبوات جنين ونابلس اليوم فهي موضوعة على جانب الطريق والطرق الترابية وفي الأماكن التي يمكن الحفر فيها، صحيح أنها ليست معقدة وقاتلة، لكنها تحدّ من حرية عمل الجيش والشاباك.